وفضائلاً كالرَّوض غنى ذكرُها ... يا حبَّذا من روضةٍ غناء
ويراعةً تسطو فيقرَعُ سنها ... خجلاً قوامَ الصعدة السمراء
هرَقتْ دمَ المحلِي المروِّعِ والعدَى ... حتى بدَتْ في أهبةٍ حمراء
عجباً لإبقاءِ المهارق تحتها ... ونوالها كالدِّيمة الوطفاء
كم عمرتْ بحسابها من دولةٍ ... وبلا حسابٍ كم سختْ بعطاء
ولكم جلا تدبيرُها عن موطن ... دهماءَ واسأل ساحةَ الشهباء
لولاك في حلبٍ لأحدِر ضرعها ... وقرى ضيوفَ جنابها بعناء
يا من به تكفي الخطوبُ وترتمي ... بكرُ الثناء لسيدِ الأكفاء
أنت الذي أحيا القريضَ وطالما ... أمسى رهينَ عناً طريدَ فناء
في معشر منعوا إجابة سائل ... ولقد يجيبُ الصخرُ بالأصداء
أسفي على الشعراءِ أنهمو على ... حال تثيرُ شماتةَ الأعداء
خاضوا بحورَ الشعرِ إلا أنَّها ... مما تريق وجوههم من ماء
حتى إذا لجأوا إليك كفيتهم ... شجناً وقلت أذلةُ العلياء
ظنُّوا السؤال خديعة وأنا الذي ... خدعت يداه بصائرَ العلماء
أُعطوا أجورَهم وأعطيتَ اللهى ... شتانَ بين فناً وبين بقاء
شكراً لفضلك فهو ناعشُ عيشتي ... ونداك فهو مجيبُ صوتَ نِدائي
من بعد ما ولع الزمانُ بمهجتي ... فردعتَهُ وحبوني حوبائي
وبلغتَ ما بلغ الحسابُ براحةٍ ... عرِفتْ أصابعُ بحرها بوفاء
فانعم بما شادَتْ يداك ودُمْ على ... مرِّ الزمان ممدَّحَ الآلاء
واحكِ الكواكبَ في البقاءِ كمثلِ ما ... حاكيتها في بهجةٍ وعلاء
وقال يمدحه صلى الله عليه وسلم
الطويل
مزجتُ بتذكار العقيق بكائي ... وطارحتُ معتلَّ النسيم بدائي
وإن حدَّثَ العذالُ عني بسلوةٍ ... فإني وعذَّالي من الضعفاء
وليس دوائي غير تربة أحمدٍ ... بطيبةَ عال فوقَ كلِّ سماء
تطوف بمسراهُ الملائكُ خشعاً ... مساءَ صباحٍ أو صباحَ مساء