لم يبقَ بعدك ذو سجعٍ أعارضه ... إلاَّ الحمائم في نوحٍ وتعديد
لم يبقَ بعدك من تدعو بديهته ... لحجِّ بيتٍ من الأشعارِ مقصود
من للدَّواوين يقضي بالتأمل في ... مخرّجٍ من معانيها ومردود
كنَّا نعدُّك فرداً في موازنها ... لقدْ رُزِئنا بموزونٍ ومعدود
من للرَّسائلِ في لاماتِ أحرفها ... تغزو العداةَ بألفاظٍ صناديد
من للتصانيفِ ضمَّت كلّ شاردةٍ ... وصحّحت بعد تبديلٍ وتبديد
للهِ ماذا لجدواها وأحرفها ... من القلائدِ في سمعٍ وفي جيد
سقياً لعهدكَ من سحَّاب ذيل تقًى ... مضى وليسَ الأذى منه بمعهود
عضبٌ إذا رمت زهداً أو حذرت وغى ... أرضاكَ في ذا وفي هذا بتجريد
هيَ المنيةُ لا تنفكُّ صائدةً ... نفوسنا بين مسموعٍ ومشهود
أينَ الملوكُ الأولى كانت منازلهم ... تزاحمُ البحرَ في عزٍّ وتسييد
لم يحمهم سرد داود الذي ملكوا ... من المنونِ ولا جنْد ابن داود
إيهٍ سقاكَ شهاب الدِّين صوب حياً ... يكادُ يعشب أطراف الجلاميد
لو لم تكنْ بوفاء القصد تسعفنا ... كانت بنوكَ وفاً عن كلِّ مقصود
في كلِّ معنًى أرى حسناك واضحةً ... فحسرتي كلّ وقتٍ ذات تجديد
وقال يرثي ولده عبد الرحيم
المجتث
أسكنت قلبيَ لحدك ... لا خيرَ في العيشِ بعدك
ما الدارُ بعدكَ عندِي ... أرى وإلاَّ فعندك
يسيلُ أحمرُ دمعي ... لمَّا تذكَّرت خدّك
وقُدْ بالهمِّ قلبي ... لمَّا تذكَّرت قدّك
يا سائلَ الدمعِ إيهٍ ... فما أجوّزُ ردَّك
أقصدتني يا زماني ... كأنَّني كنتُ قصدك
وكانَ ما خفتُ منه ... فأجْهِدِ الآنَ جهدَك
لا لينك اليومَ أرجو ... ولستُ أرهبُ شدَّك