للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وضحت بهمَّتك العلوم فكلها ... إجماع متفق بغير خلاف

ووراك صلَّى السابقون وسلمت ... آداؤهم من مثبتٍ أو ناف

وبك ازدهى الشرع المنيف مقامه ... وأقرّ رائد روضه المستاف

يحميه رمحٌ من يراعك نافذٌ ... ويقيك درعٌ من سجلّك ضاف

وإذا اسْتشار الملك رأيك في دجى ... أمرٍ ثنيت الصبح في الإسراف

عجباً لمثلك كيف يهمل حالتي ... من بعد ذاك العطف والإسعاف

وليَ المصيف وفي حشايَ حرارةٌ ... للهمّ فوق حرارة المصطاف

وكفى عداتي أنني ما فيّ أن ... ورد الشتا إلا لسانيَ داف

ومن الحوادث أن عزمي والصبى ... أوْدَى فليتَ الحادِثات كفافي

ولبُعد بابك وُقد نارٍ في الحشا ... ترمي بكلّ شرارةٍ كطراف

بالرّغم أن يجفو ترابك مبسمي ... لكنه غدر الزمان الجافي

ولئن قعدت فإنَّ ركبَ مدائحي ... متواصلُ الأعناقِ والإيجاف

خذْها إليك كلامةٍ مسرودةٍ ... يوم الفخار وحلّة أفواف

نظّمتها لك والنجوم كأنها ... في الأفقِ من تعب المسير غواف

والنسر ينهض بينها بقوادمٍ ... لكنهنَّ عن العيان خواف

فأتتك من صنف الجمال بديعة ... والنظم مثل بنيه ذو إنصاف

في الناس من يمشي على رجلين في ... نظمٍ ومن يمشي على أخلاف

وقال علائية

البسيط

مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف ... ينبيك أنَّ حديث الصبر مصروف

وإنَّ كلّ مقال العذل مخرَفةٌ ... وكلّ ما نقل الواشون تحريف

ليتَ الوشاةَ على خيطٍ فكلهمُ ... يداه مشلولةٌ واللحظ مكفوف

آهاً لقدّك غصناً كلّه ثمرٌ ... لو أنه ببنان اللّثم مقطوف

وتبر خدّك ديناراً له لمعٌ ... لو أنه لعيان الطرف مصروف

أفدي التي تشتكي مني هوىً ولها ... بالرّدف والخصر تثقيلٌ وتخفيف

تدعو على الكثب والأغصان لاعبة ... فالكثبُ مهتوفة والغصن مقصوف

<<  <   >  >>