هي الألفات المائلات بكفِّه ... على أنها اللامات في المعرك الضنك
قصار تحاماها الرماح طويلةٌ ... نواحل يستشفى بها الحال من وعك
وأقسم ما الشهب المنيرة في السما ... إذا كتبت يمناه أرفع من تلك
يدكُّ الحيا دوراً وفي سحبها حياً ... ينجِّي ديار المقترين من الدَّكّ
ويعلو على تبر السبائك حظّها ... فإن شئت حاكي بالسبائك أو احكي
وكم قلمٍ ما مرَّ تلوَ دواته ... وهنَّ لتدبير الممالك في دنك
أمامك يا ممتازها ومشيرها ... طريقان شتى من نجاةٍ ومن هلك
تلاعب بالأبطال إن قصدوا الفنا ... كأنَّ الوغى منها يلاعب بالدّك
فلا برحت بدرية النصر والعلى ... مؤملة النعماء مرهوبة الفتك
لها أسطرٌ مثل السيوف لدى الوغى ... وترميلها في صحفها من دم السفك
ولو نوزعت في فخرها قال ربها ... نعم في يدي هذا الفخار وفي ملكي
ولو أنَّ سيفاً فاتحاً فكّ غمده ... يصور عليها عاجل الفكّ بالفكّ
عوارفها كالمزن دائمة البكا ... وأدراجها كالزّهر دائمة الضحك
أنظّم درّ الوصف من نظمها لها ... وليس لألفاظي سوى رقّة السلك
وقال تاجية في ابن خضر
الكامل
يا بارقاً من نحو بشر باسمه ... أذكرتني عهد الهوى المتروكا
وحكيت إيماض الثغور فلا تسل ... عن خافقٍ من أضلعٍ تحكيكا
خذ من دموع العين جارية فقد ... خلفت قلبي للأسى مملوكا
وعهدته للحبّ بيتاً سالماً ... فعلامَ يتركه الأسى منهوكا
إيهاً فقد شفيَ ابن خضر فلم يدع ... قلباً ولا جداً لنا موعوكا
تاج العلى والعلم والكرم الذي ... أضحى له تبر الثنا مسبوكا
والواضح الفضل الذي لم يلق في ... علياه لا لبساً ولا تشكيكا
والطاهر النسب العريق فحبذا ... أصلٌ وفرعٌ في العلى يرضيكا
أبناء بيتٍ ما رأت عين الثنا ... شيئاً لهم في الفضل لا وأبيكا
يا ابن العلى أحيا مقام علائهم ... متوحّداً لا يقبل التشريكا