للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأنما نبل ماضيهم وحاضرهم ... لها على من بغى سجلٌ وسجّيل

مثل الشواطب إن صالوا أو افتخروا ... فالحدّ مندلق والعرض مصقول

يطيب في الليلِ تسبيحٌ لسامرهم ... وما لهم عن حياض الموت تهليل

كأنهم لانتظار الفضل بيت ثنا ... شخص النبيّ له معنىً وتكميل

قومٌ إذا رقصت فرسانهم طرباً ... كأنَّ رايات أيديهم مناديل

الكاتبون من الأجسام ما اعْتبرت ... سمرٌ وبيضٌ فمنقوطٌ ومشكول

حيث الحمام شهيّ وهو من صبرٍ ... يجنى فيا حبَّذا الغرّ البهاليل

حتَّى اسْتقام عمود الدين وانْفتحت ... سبل الهدى وخبت تلك الأضاليل

روح النجاة الذي قد كانَ يهرع في ... أبواب مغناه روح الوحي جبريل

ومفصحٌ حين يروى الصاد من كرمٍ ... فللمحاسن ترتيبٌ وترتيل

وجائدٌ لا يخاف الفقر قال ندى ... كفَّيه يا مادحي آلائه قولوا

وما الأقاويل إن طالت وإن قصرت ... عروض ما بسطت تلك الأفاعيل

حامي حمى البيت بالرعب المقدم ما ... ناواه أبرهةُ العادي ولا الفيل

تضيء في الحرب والمحراب طلعته ... فحبذا في الدجى والنقع قنديل

وقامَ في ظلِّ بيت الله شائده ... فحبذا لنظام البيت تكميل

ذاك الذي نصبت في نحو بعثته ... هذي المحاريب لا تلك التماثيل

وفاضَ من جانبِ البطحا لكل حمى ... صافٍ بأبيض أضحى وهو مشمول

وكلُّ أرض بها الجنَّات مزهرةٌ ... للمؤمنين فتعجيل وتأجيل

وكلُّ ملة دين غير ولته ... تروى فللقابس القسيس قنديل

ولليهوديّ مع كحل العمى نظر ... على المجوسيّ أيضاً فيه تكحيل

حتَّى أتى عربيٌّ يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول

كم معجز لرسول الله قد خذِلتْ ... به العدى وعدوّ الحق مخذول

فاضَ الزلال المهنى من أصابعه ... نعم الأصابع ومن كفَّيه والنيل

وبورك الزاد إذ مسَّته راحته ... فحبذا مشروب منها ومأكول

وخاطبته وحوش البيد مقبلةً ... فالرجل عاسلة واللفظ معسول

<<  <   >  >>