للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعلي الممالك وهو خافض رأسه ... ويسمّن الأحوال وهو هزيل

حمدتكَ يا ابن سعيد عنَّا أنعمٌ ... روض المحامد حولها مطلول

طارَ الحديث بها عليلاً محلقاً ... هذا وعطف جناحه مبلول

لا أنسَ بشرك والزمان مقطّبٌ ... ونوال كفّك والغمام نحيل

كرم أشبّب في ثناه لأنه ... أبداً بأنسابِ العلى موصول

يا من عُلاه عن الثناء غنيَّةٌ ... والصبح أوضح أن يقام دليل

خذ من وليّك سامعاً ومسامحاً ... جهد الثناء وإنه لجليل

إن لم يكن شعري ببابك مُرقصاً ... فليهنَ مدحي إنه مقبول

وقال صاحبية أمينية

الطويل

له كلّ يومٍ فيك واشٍ وعاذلُ ... وفي قلبِه شغل من الحبِّ شاغل

أخو صبوةٍ أثرى من السهدِ طرفه ... ولكن له دمعٌ على الخدِّ سائل

مقيمٌ ولو جدَّ الرحيل على الوَلا ... ودانٍ وإن شطَّت عليه المنازل

إذا غرَّدت ورق الحمائم في الضحى ... على فننٍ هاجت عليه البلابل

وأغيد في عليا دمشق محلّه ... وفي لحظِه من صنعة السحر بابل

ولحظ إذا حفته أصداغ شعرِه ... فما هو إلا سيفه والحمائل

تطاولت الأغصان تحكي قوامه ... وعند التناهي يقصر المتطاول

وفضلت الجوزا على البدرِ وجهه ... وقالَ السهى للشمسِ لونك حائل

وأعيا فصيح الوصف بنت عذاره ... وعير قسّا بالفهاهة باقل

ولما مشى فوقَ البسيطة زانها ... وفاخرت الشهبَ الحصا والجنادل

وما خفتُ من جهلِ العذول وإنما ... بغيضٌ إليَّ الجاهل المتعاقل

وإنِّي وإن كنت الأخير غرامه ... لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل

تعشّقته كالبدر في الطرق مشرقاً ... فيا أسفي والبدر زاهٍ وآفل

وأسكنته كالضيف وسط جوانحي ... فيا حزني والضيفِ بالبيتِ داخل

لقد أعقبت قلبي صنوفاً كثيرةً ... من الشجوِ أيامُ اللقاءِ القلائل

سقى الله أيامَ اللقا سحبَ راحةٍ ... وزيريةٍ فهي الهوامي الهوامل

<<  <   >  >>