للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما تذكّرت ذا وهذاك إلاَّ ... بتُّ بين المشروب والمشموم

ربَّ ليلٍ قد همت فيه بظبيٍ ... قربه لي أشهى من التَّهويم

باللّمى والطلا سعى فسقاني ... من كلا الساعيين بالخرطوم

حيث وجه الزمان عندِيَ هشّ ... ونبات الشباب غير هشيم

يا زمان الصبا سقتك الغوادِي ... أينَ كأسي وروضتي ونديمي

عن جمالِ الوجوه قصّر شجوي ... وثنائي يهوى جمال العلوم

سيدٌ وابن سيدٍ هامَ حمدِي ... فيهما بالكريمِ وابن الكريم

وإمامٌ محرابُ أفكاره الطر ... س وكلُّ الأنام مثل الأميم

بشِّروا بيته الذي طالَ قدراً ... بغلامٍ في العالمين عليم

ذو كلامٍ تجمَّع الجوهر الفا ... خر فيهِ وذلّ قدر اليتيم

أينَ عبد الحميد من نثرِهِ الجز ... ل الذي قد كساه ثوب الذميم

أينَ نظم السعيد منه ومن قوَّ ... ةِ ما خطَّه ابن العديم

ذاك خطّ أغضى ابن مقلةَ عنه ... يوم فخرٍ إغضاء غير حليم

زاحف بين أسطرٍ وطروسٍ ... لسطا عسكرين زنجٍ وروم

صغت من حلاك يا ابن عليٍّ ... طوق مجدٍ على الفخارِ مقيم

وأدارت يمناكَ لي كأس درجٍ ... كلن فيها المزاج مع تنسيم

يلتقيها لفظ المصلِّين عجباً ... ويمدُّون راحة التَّسليم

ليسَ فيها عيبٌ سوى أنّني بال ... عجز عنها شكوت شكوى الظليم

حين ولَّى زمان لفظي وجفَّت ... أيكتي وانْثنى هبوب نسيمي

ورأيت الألفاظ أولاد فكرٍ ... نفَّرتها عنِّي وجوه همومي

فغدا الفكر في التغابن عجزاً ... وهيَ عنه في غاية التحريم

نقَّصت قوَّتي عن المدحِ فاصْفح ... في نظامي عن خجلة التتميم

واكْتم السرّ عن معائب فاهت ... فسروري في سرِّها المكتوم

وقال في علاء الدين ابن غالب

الكامل

ربع لعزَّة صامتٌ لا يفهم ... وقلوبنا في رسمِهِ تتكلَّم

<<  <   >  >>