وعدت إلى الأوطانِ مقتبل الهنا ... يمدّ إليك السعي رأس غلام
وشرفت أرضاً قد وطئت كأنما ... وهادُ الشرى منها فروع أكام
وتشرح أرض الشام فيك غرامها ... بضعفِ نسيم أو حنين حمام
وما أرقت حتَّى سريت كأنما ... مقامكَ فيها كانَ طيف منام
بقيت على أولادِ آدم منعماً ... وعن كلِّ سام قد علوت وحام
وقال علائية
السريع
أعيذ ريم الترك بالرّوم ... والصدغ مع فيه بحاميم
ميم فمٍ يسكرني ذكره ... فيا لها سكرة خرطوم
وحاء صدغ قد تأملتها ... فيا لها بالخال من جيم
وناعس الأجفان ما همّ في ... هواه لي جفنٌ بتهويم
كلم قلبي وسماعي فما ... ألذّ في الحالين تكليمي
يا سقمي من سقم أجفانه ... زدني ويا لائمتي لومي
تسنمي سمعي ثم اجعلي ... مزاج ذكراه بتسنيم
قبلة ذاك الوجه في مثلها ... صلاة أشجاني وتسليمي
وخدّه المشرق قد صحّ في ... عذراه المعوجّ تقويمي
ما عمل في الحبّ خاف على ... كتاب حسنٍ فيه مرقوم
قد رسم الحسن عليه فما ... أقرأه إلا بمرسوم
كم لثمة لي فيه قد عجّلت ... سكري بمشمولٍ ومشموم
وضمّة للقدّ كم قابلتْ ... منصوب أشواقي بمضموم
حتَّى إذا الشيب تلثمته ... ودّعت مضمومي وملثومي
وعارض الباسم لما نأى ... منثور أجفاني بمنظوم
يا زمن الوصل سقاك الحيا ... ودمع أشواقي بمركوم
ما كنت إلا بارقاً أتعبت ... عقباه من دمعي بمسجوم
أين سهام العيش مقسومة ... وأين في الألفاظ تسهيمي
وأين أوطان الغنى والهنا ... وأين إقدامي وتقديمي