نعم الشهاب إذا تمرَّد ماردٌ ... من عسرة لاقى لديك حماما
لك هوَّة تسع الفضاء ورتبة ... لا تستطيع لها النجوم مراما
ومكارم ما لاح بشرك بارقاً ... إلاَّ اسْتهلَّت للوفودِ غماما
وفضائل في الروض أودع نشرها ... فترى النسيم لسائل نماما
ذلَّت لعزَّتها الفرائد في الحلى ... عجزاً ولا عجبٌ لذلّ يتامى
ويراعة حمر الإهاب كأنها ... ألفٌ تقد إذا غضبت اللاّما
وتواضع كالشمس دانٍ ضوءها ... والقدر أرفع رتبةً ومراما
هي عادة من فضل بيتكم الذي ... خُلقت مناقبه الحسان تماما
سبحان من عمَّ البلاد ببرِّكم ... في كلِّ معضلةٍ وخصَّ الشاما
هنئت بالعيد السعيد ودمت ذا ... قدرٍ توقل ما اشْتهى وتسامى
قالت صفاتك للأنام دعوا العلى ... ذا ما يخالف في البريَّة ذاما
وغدا الغمامُ يخاطب الكرم الذي ... يجود فقلنا للغمامِ سلاما
قال وكتب بها لعماد الدين ابن القيسراني
عند قدومه من حلب إلى دمشق
السريع
أهلاً وسهلاً بك من قادمٍ ... له المعالي والأيادي الجسام
قد ساقك الله إلى جلّق ... لما درى حاجتها للغمام
يا من تسقى غوادي الحيا ... ويدرأ البأس ويشفى السقام
لا تلم الدهر على نقلةٍ ... فقد تنقَّلت لأشهى مقام
وحيثما يمّمت من منزلٍ ... فإنه الدنيا وأنت الأنام
وقال يعزي بصغير
الطويل
تصبر فإن الأجر أسنى وأعظم ... ورأيك أهدى للتي هي أقوم
وكم جاز فرط الحزن للمرء لم يفد ... فما بالنا لا نستفيد ونأثم
وإنيَ عن ندب الأحبَّة ساكت ... وإن كانَ قلبي بالأسى يتكلم
أعزيك في غصنٍ ذوى قبل ما ارْتوى ... وقامت به وُرْق الثنا تترنَّم