وقال عامر بن عبدة، عن ابن مسعود: "إن الشيطان لَيَمْثُل في
صورة الرجل، فيأتي القوم فيحدثهم من الكذب فيفترقون، فيقول
الرجل منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث".
وقال ابن سيرين: إن هذا العلم دين؛ فانظروا (ممن) (١)
تأخذونه!
وقال طاوس: إن كان من حدثكم مليًّا؛ فخذ عنه.
وقال سعد بن إبراهيم: إنما يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثقات.
وقال يحيى القطان: سالت سفيان وشعبة ومالكًا وابن عيينة عن
الرجل لا يكون ثبتًا في الحديث، فيأتيني الرجل فيسألني عنه، فقالوا:
أخبر عنه أنه ليس بثبت.
وروى عبيد الله الأشجعي، عن الثوري قال: ليس يكاد يفلت من
الغلط أحد؛ فمن كان الغالب عليه الحفظ فهو حافظ وإن غلط، وإذا
كان الغالب عليه الغلط ترك.
وعن شعبة قال: من أكثر من الغلط طرح حديثه، وإذا روى عن
العروفين ما لا يعرفه المعروفون فاكثر طرح حديثه، وإذا اتهم بالكذب
طرح حديثه، ومن روى حديثًا غلطًا مجتمعًا عليه فتمادى في روايته طرح
حديثه، وما كان غير هؤلاء فارووا عنه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: المحدثون ثلاثة: رجل حافظ متقن
فهذا لا يختلف فيه، والآخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا
يترك، فلو ترك هذا لذهب حديث الناس، والآخر يهم والغالب عليه
الوهم؛ فهذا يترك حديثه.
وقال أبو نعيم: لا ينبغي أن يؤخذ الحديث إلا عن حافظ له، أمين
(١) في التهذيب (١/ ١٦١): عمن.