للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

معين قال: حضرت نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابًا من تصنيفه

فقال: حَدَّثَنَا ابن المبارك، عن ابن عون. فقلت: ليس ذا عن ابن

المبارك، فغضب وقال: ترد علي! قلت: إي والله أريد زينك، فأبى

أن يرجع، فقلت: لا والله ما سمعت هذا من ابن المبارك قط، ولا

سمعه هو من ابن عون، فغضب وغضب من كان حاضرًا من المحدثين،

فقام ودخل البيت وأخرج صحائف فجعل يقول وهي بيده: أين الذين

يزعمون أن يحيى بن معين ليس أمير المؤمنين في الحديث؟ وقال:

(نعم) (١) يا أبا زكرياء غلطت. قال العجلي: ثقه مروزي. وقال أبو

زرعة الدمشقي: يصل أحاديث يوقفها الناس. وقال أبو حاتم: محله

الصدق. وقال العباس بن مصعب: وضع كتبًا في الرد على أبي حنيفة،

وناقض محمد بن الحسن، ووضع ثلاثة عشر كتابًا في الرد على

الجهمية، وكان من أعلم الناس بالفرائض. فقال ابن المبارك: نعيم هذا

قد جاء بأمر كبير، يريد أن يبطل نكاحًا قد عقد، ويبطل بيوعًا قد

تقدمت، وقوم توالدوا على هذا. ثم خرج إلى مصر فأقام بها نيفًا

وأربعين سنة، ثم حمل إلى العرالتى في امتحان القرآن مع البويطي

مقيدين، فمات نعيم بالعسكر بسامراء.

قلت: ثم سألتى له شيخنا أبو الحجاج أحاديث أنكرت عليه (من

الكامل لابن عدي وغيره. قال ابن عدي: لنعيم غير ما ذكرت، وقد

أثنى عليه قوم وضعفه قوم، وكان أحد من تصلب في السنة، ومات في

المحنة في الحبس، وعامة [ما] (٢) أنكر عليه) (٣) هو الذي ذكرته،

وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا.


(١) فى "خ": نعيم.
(٢) في "الأصل": من. والمثبت من "هـ" التهذيب.
(٣) سقطت من "خ".

<<  <  ج: ص:  >  >>