محمد قالت: ما أضطجع أبو بكر على فراشه بالليل منذ
آربعين سنة.
وقال محمد بن عليّ الشافعي: قالوا لعمر بن عبد العزيز: استعملت
أبا بكر بن حزم غرك بصلاته. قاد: إذا لَمْ يغرني المصلون فمن
يغرني؟ ! قال: وفَإنت سجدته قد أخذت جبهته وأنفه. وقال ابن وهب،
عن مالك، قال: لَمْ يكن أحد بالمدينة عنده من علم القضاء ما كان عند
أبي بكر بن حزم ولاه عمر بن عبد العزيز وكتب إليه أن يكتب له من
العلم ما عند عمرة والقاسم فكتبه له و [قد] (١) أمره عمر على المدينة بعد
أن كان قاضيًا، وقال عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن أباه كان يتعلم
القضاء من أبان بن عثمان.
وقال يحيى بن معين أن عمر بن عبد العزيز أجرى على ابن حزم
ثلاثمائة دينار في كلّ شهر.
وقال عبد الله بن أبي بكر: أجرى عمر بن عبد العزيز على أبي
ثمانية وثمانين دينارًا، وروى سعيد بن عفير عن ابن وهب قال لي
مالك: ما رأيت مثل أبي بكر بن حزم أعظم مروءة ولا أزم حالا ولا
رأيت مثل ما أوتي ولاية المدينة والقضاء والموسم وكان يقول لابنه عبد الله
إني أراك تحب الحديث وتجالس أهله فلا تستقبل صدر حديث إذا سمعت
عجزه استدل بأعجازها على صدورها.
قال الهيثم بن عدي، ويحيى بن بكير وابن مثنى: مات سنة سبع
عشرة ومائة.
وقال الواقدي وابن سعد وجماعة: مات سمنة عشرين ومائة.
* أبو بكر بن أبي مريم هو عبد الله تقدم.
* أبو بكر بن أبي مليكة هو ابن عبيد الله.
(١) من "ج".