وقال ابن عيينة: ما لقيت مثله في التابعين.
وقال ابن معين: أيوب أثبت من ابن عون. وسئل ابن المديني: عن
أثبت أصحاب نافع؟ فقال: أيوب وفَضْلُهُ، ومالك وإتقانُهُ، وعبيد الله
ابن عُمَر وحِفْظُهُ.
وقال ابن سعد: كان أيوب ثقة حجة ثبتًا في الحديث، جامعًا كثير
العلم.
قال ابن عليّة: ولد سنة ست وستين.
قلت: روى ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل
مسجده في رمضان، ويصلي بهم في الركعة قدر ثلاثين آية، وكان
يصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية وكان يقول هو بنفسه
للناس: الصلاة، وكان يوتر بهم ويدعو بدعاء القرآن ويؤمن من خلفه،
وكان آخر ما يقول الصلاة على النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويقول: اللهم استعملنا
بسنته، وأوزعنا بهديه، وجعلنا للمتقين إماما. ثم يسجد فإذا فرغ
[من] (١) الصلاة دعا بدعوات.
وروى جرير عن أشعث قال: كان أيوب جهبذ العلماء. وقال
هشام بن عروة: لَمْ أر في البصرة مثل أيوب.
وقال ابن يونس المديني، حدثني إسحاق بن محمد، سمعت مالكًا
يقول: كنا ندخل على أيوب السختياني فإذا ذكرنا له حديث رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - بكى حتى نرحمه.
وعن هشام بن حسان قال: حج أيوب السختياني أربعين حجة.
وقال سعيد بن عامر عن سَلام: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله
فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
(١) سقطت من "د" والمثبت من السير (٦/ ٢١).