للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عطشًا كبيرًا حتى رأى ذلك في وجهي فقال: ما بك؟ قلت: العطش

قد خفت على نفسي. قال: تستر عليَّ؟ قلت: نعم. فاستحلفني

فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حيًّا، فغمز برجله على حراء فنبع الماء

وشربت حتى رويت، وحملت معي من الماء (١).

هذه الحكاية رواها أيو نعيم في الحلية بإسناده، والنضر وَإن كان فيه

ضعف فقد احتج به النسائي وغيره، وكان يعتني بأخبار القوم. قال

الفلاس: ثنا النَّضر بن كثير وكان يعد من الأبدال.

قال حماد بن زيد: سمعت أيوب وقيل له: مالك لا تنظر في

الرأي؟ فقالْ قيل للحمار ألا تجتر! قال: أكره مضغ الباطل. قال

حماد: ما رأيت [أحدًا] (٢) أشد تبسمًا في وجوه الرجال من أيوب.

وقال سَلام بن أبي مطيع: قال رجل من أهل الأهواء لأيوب:

أكلمك بكلمة، فقال: لا، ولا نصف كلمة.

وقال حماد بن زيد: لو رأيتم أيوب ثم استقاكم شربة ماء على

[نسكه] (٣) لما سقيتموه؛ له شعر وافر، وشارب وافر، وقميص جيد

هروي، يشم الأرض، وقلنسوة مُتركة جيدة، وطيلسان جيد،

ورداء عدني (٤).

قال ابن المديني: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، زاد غيره: وله

ثلاث وستون سنة.

٦١٠ - بخ: أيوب (٥) بن ثابت المكي.


(١) قلت: عبد الواحد بن زيد متروك، وقال الذهبي في السير (٦/ ٢٣) بعدما
ذكزه بإسناده: لا يثبت هذا، وعثمان تالف.
(٢) في "د هـ": أحد. والمثبت هو الصواب.
(٣) في "د، هـ": النسك، والمثبت من السير (٦/ ٢٢).
(٤) زاد في السير: يعنىِ ليس عليه شيء من سيما النساك ولا التصنع.
(٥) تهذيب الكمال (٣/ ٤٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>