العاص: أن افرض لمن شهد الحديبية مائتي دينار وأتمها لنفسك، وأتمها
لخارجة بن حذافة لضيافته، ولبسر بن أرطاة لشجاعته.
قال يزيد: كان بسر صاحب سيف، رُبَّ فتح قد فتحه الله على يديه.
قال ابن إسحاق: بعث معاوية بُسرًا فانطلق إلى مكة واليمن، فقتل
عبد الرحمن و [قثم] (١) ابني عبيد الله بن عباس.
وقال غيره: لما بلغ عليًّا مسير بسر وما صنِع وما يدع، بعث جارية
ابن قدامة السعدي فجعل لا يلقى أحدًا خلع عليَّا إلا قتله وأحرقه بالنار،
حتى انتهى إلى اليمن، فلذلك سمَّت العرب جارية مُحَرِّقًا.
مروان بن محمد، حدثني ابن لهيعة، حدثني واهب بن عبد الله
المعافري قال: قدمت المدينة فأتيت منزل زينب بنت فاطمة ابنة علي
لأسلم عليها، فإذا عندها جماعة عظيمة وهي مسفرة، فقلت: سبحان
الله قَدْرُك قَدْرُك، ومَوْضِعُك موضعك وأنت مُسْفِرَة! قالت: إن لي قصة،
لما كان أيام الحَرة، وقدم أهل الشامَ، وفعلوا ما فعلوا، وكان لي يومئذ
ابن قد ناهز الاحتلام، فلم أشعر به إلا وهو يسعى وبسر بن أبي أرطاة
يسعى خلفه، حتى دخل عليَّ فألقى بنفسه وهو يبكي يكاد البكاء أن يفلق
كبده، فقال بُسر: ادفعيه إليَّ فأنا خير له. قلت: اذهب مع عمك.
قال: لا والله، هو قاتلي. فقلت: أترى عمك يقتلك اذهب معه! وهو
يبكي فلم أزل أُسكِّنُه حتى سَكَن وقام فذهب معه، فَشَدَّ عليه بسر فقتله،
فجاءتني الصيحة فقمت أتعثر في ثيابي وألقيت نفسي عليه، ثم جعلت
على نفسي من يومئذ ألا أستتر؛ لأن بسرًا هو أول من هتك ستري
وأخرجني للناس.
قال ابن معين: كان بسر رجل سوء.
(١) من التهذيب. وفي "د، هـ": قثما. وهو خلاف الجادة.