للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليهما دخل الجنة، وقد قيل في كل منهما أنها الصلاة الوسطى.

وأما عمل التطوع فهو ذكر الله بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس.

وقد ورد في فضله نصوص كثيرة وكذلك وردت النصوص الكثيرة فى أذكار الصباح والمساء، وفي فضل من ذَكَر اللهَ حين يصبح وحين يمسي.

وقد رُوي من حديث ابن عمر مرفوعًا: "ابن آدم اذكرني ساعةً من أول النهار وساعةً من آخره أغفر لك ما بين ذلك إلاَّ الكبائر أو تتوب منها" (١).

وكان السَّلف لآخِرِ النهار أشد تعظيمًا من أوَّله.

قَالَ ابن المبارك: بلغنا أنّه من ختم نهاره بذكر الله كُتب نهاره كله ذكرًا.

وقال أبو الجَلْد: بلغنا أنَّ الله تعالى ينزل مساءً كل يوم إِلَى السماء الدُّنْيَا ينظر إِلَى أعمال بني آدم.

ورأى بعض السَّلف أبا جعفر القارئ في المنام فَقَالَ له: قل لأبي حازم - يعني الأعرج الزاهد الكَيِّس إنَّ الله وملائكته يتراؤن مجلسك بالعشيات.

والظاهر أن أبا حازم كان يقصُّ عَلَى النّاس آخر النهار.

وقد جاء في الحديث: "إنَّ الذِّكر بعد الصبح (أحبُّ) (*) من أربع رقابٍ، وبعد العصر أَحَبُّ من ثمان رقابٍ" (٢).

وأيضاً فيوم الجمعة آخره أفضل من أوله لِمَا يُرجى في آخره من ساعة الإجابة.


(١) لم أقف عليه.
(*) أفضل: "نسخة".
(٢) أخرجه البيهقي في "الشعب" (٥٦٢)، (٥٦٣) عن أنس مرفوعًا، وعن رجل من أهل بدر (٥٦٤) بنحوه.
وأخرجه أحمد (٥/ ٢٥٣، ٢٥٥) والطبراني في الكبير (٨/ ٨٠٢٨) عن أبي أمامة مرفوعًا بنحوه.
وقال الهيثمي (١٠/ ١٠٤): رواه أحمد والطبراني وأسانيده حسنة.

<<  <   >  >>