النون مع أن (لا) ناهية؟ والجواب أن نقول: هذه النون ليست نون الإعراب، ولكنها نون الوقاية، فالفعل إذاً مجزوم، والنون للوقاية، والياء التي هي المفعول محذوفة، وفي قوله:{فلا يستعجلون} تهديد واضح أن هؤلاء سيأتيهم العذاب لا محالة، ولكن لا يستعجلون الله - عز وجل - لأن الله تعالى يملي للظالم ويمهله حتى إذا أخذه لم يفلته، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»(١) وتلا قوله تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} .
{فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون} ويل: بمعنى الوعيد والعذاب، يعني أنه يتوعدهم - عز وجل - من هذا اليوم الذي يوعدون وهو يوم القيامة؛ لأنهم سيجدون ما أرسل إليهم حقًّا، وسيجدون الذل والعار {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} . {ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً} . فيكونون من بين هذا العالم - نسأل الله العافية - على هذا الوجه، ولهذا قال:{فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون} وسيكون هذا اليوم يوماً عسيراً عليهم، لأنهم كفرة والعياذ بالله.
تم تفسير سورة الذاريات.
(١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى} (٤٦٨٦) ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم (٢٥٨٣) .