للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تفسير سورة القمر]

{بسم الله الرحمن الرحيم} البسملة تقدم الكلام عليها. {اقتربت الساعة وانشق القمر} اقتربت بمعنى قربت، لكن العلماء يقولون: إن زيادة المبنى يدل على زيادة المعنى، وهنا اقتربت فيها زيادة المبنى على قربت، والزيادة: الهمزة والتاء، فيدل على أن القرب قريب جداً، فمعنى اقتربت أي قربت جداً، والساعة هي يوم القيامة، وقد قال الله تعالى فيها: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتةً فقد جاء أشراطها} أي: علاماتها، ومن علاماتها بعثة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وكونه خاتم الأنبياء دليل على أنه قد قربت الساعة، ولهذا حقق النبي عليه الصلاة والسلام هذا بقوله: «بعثت أنا والساعة كهاتين» (١) وقال بإصبعه الوسطى والسبابة، والسبابة قريبة من الوسطى ليس بينهما إلا جزء يسير مقدار الظفر، وهذا يدل على قربها، لكن مع ذلك كم بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم؟ نحن في القرن الخامس عشر الهجري بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة سنة، ومع ذلك مازالت الدنيا باقية مما يدل على أن ما مضى طويل جداً، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم عند غروب الشمس قال: «إنه لم يبق من الدنيا - يعني بالنسبة لمن سبقكم - إلا كما بقي من يومكم هذا» (٢)

, {وانشق القمر} كأن الله أشار


(١) أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب قول النبي ?: بعثت أنا والساعة كهاتين (٦٥٠٤) ومسلم، كتاب الفتنة وأشراط الساعة، باب قرب الساعة (٢٩٥١) .
(٢) أخرجه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب (رقم ٥٥٧) ..

<<  <   >  >>