للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالدنيا فيها ملوك، وفيها رؤساء، وفيها زعماء، يرى العامة أن لهم تدبيراً، لكن في الآخرة لا يوجد هذا {يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} قال الله - عز وجل - {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن

الله لمن يشاء ويرضى} كم تكثيرية لأنها تأتي تكثيرية، وتأتي استفهامية، فإذا قلت: كم مالك؟ فهي استفهامية، وهنا {وكم من ملك في السماوات} يعني كثير من الملائكة في السماوات لا تغني شفاعتهم وهنا نقول: كم من ملك وما أكرم الملائكة، كما قال الله تعالى: {بل عباد مكرمون} {في السماوات} لا في الأرض، والسماوات أعلى من الأرض وإذا كان هؤلاء الملائكة الكرام الذين مقرهم السماوات - إلا من أذن له ينزل الأرض - إذا كانت شفاعتهم لا تنفع، فهل يمكن أن تنفع شفاعة اللات والعزى ومناة؟ الجواب: لا، كأن الله تعالى يقول لهؤلاء: ما أصنامكم هذه التي تشفعون بها إلى الله، كم من ملك وهو أشرف من هذه الأصنام في السماوات وهي أشرف من الأرض، لا تغني شفاعتهم شيئاً لو شفع إلا بثلاثة شروط: الأول: أن يأذن الله لمن يشاء من الملائكة بأن يشفع فيشفع، الثاني: أن يرضى عن المشفوع له، الثالث: يرضى عن الشافع لأنه لا يمكن أن يأذن للشافع إلا بعد أن يرضى عنه، ولابد أن يرضى عن المشفوع له وإلا فلا تنفع الشفاعة، كما قال عز وجل: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} فأصنامكم هذه لن تنفع ولن يقبل الله شفاعتها، فشروط الشفاعة ثلاثة: الأول: رضى الله عن الشافع

<<  <   >  >>