للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذين لا يؤمنون بالآخرة، سفهاء عقولاً، ضلال ديناً {ليسمون الملائكة تسمية الأُنثى} يعني يجعلون الملائكة إناثاً كالمشركين، قالوا: الملائكة بنات الله، فسموا الملائكة تسمية الأنثى، وهي البنت، لأنهم لا يؤمنون بالآخرة، ولو آمنوا بالعقاب ما قالوا هذا، لكنهم لا يؤمنون، فيقولون ما يريدون، قال الله تعالى: {وما لهم به من علم} نفى أن يكون لهم بذلك علم، لأن هذا هو الواقع: هل شهدوا خلق الملائكة؟ ولهذا قال الله في آية أخرى: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً أشهدوا خلقهم} والجواب: لا، لكن {ستكتب شهادتهم ويسئلون} حين لا يجدون جواباً فهؤلاء الذين قالوا: الملائكة بنات الله، يقول الله - عز وجل -: {ما لهم به من علم} وعلم هنا مجرورة بحرف الجر وحرف الجر، هنا عند المعربين، حرف جر زائد، الفائدة منه توكيد النفي، ولهذا هنا قاعدة مفيدة: جميع الحروف الزائدة يقصد بها التوكيد، وهي من أدوات التوكيد.

{وما لهم به من علم} يعني لا قليل ولا كثير، لأنهم لم يشهدوا خلقهم {إن يتبعون إلا الظن} ، {إن} هنا بمعنى ما، والضابط أنه إذا جاءت {إلا} بعد {إن} فهي بمعنى ما، {إن هذا إلا بشر} أي: ما هذا إلا بشر {إن هذا إلا ملك كريم} أي: ما هذا إلا ملك كريم {إن أنتم إلا بشر مثلنا} أي: ما أنتم إلا بشر مثلنا: {وإن هم إلا يظنون} أي ما هم إلا يظنون، والأمثلة على هذا كثيرة {إن يتبعون إلا الظن} يعني ما يتبعون إلا الظن، والمراد بالظن هنا الوهم الكاذب، وليس المراد بالظن هنا الراجح من أحد

<<  <   >  >>