للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مئات السنين التي لا يعلمها إلا الله يجدونه حاضراً، لا يظلم ربك أحداً، {وكل صغير وكبير مستطر} ، كل صغير وكبير مما يحدث في هذا الكون من المخلوقات، وأوصافها، وأعمالها، {مستطر} ، أي: مسطر في الكتاب العزيز، اللوح المحفوظ، كل صغير وكبير حتى الشوكة يشاكها الإنسان تكتب، حتى ما يزن مثقال ذرة من الأعمال يكتب، كل صغير وكبير، وإذا آمنت بذلك ويجب عليك أن تؤمن به، فإنه يجب عليك الحذر من المخالفة، فإياك أن تخالف بقولك، أو فعلك، أو تركك، لأن كل شيء مكتوب، قال الله - عز وجل -: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} وما يفعل من فعل كذلك لديه رقيب عتيد، لأنه إذا كانت الأقوال تكتب وهي أكثر بآلاف المرات من الأفعال، فما تنطق به لا يحصى، فإذا كانت الأقوال تكتب، فالأفعال من باب أولى، فعليك أن تتقي الله - عز وجل - ولا تخالف الله، إذا سمعت الله يقول خبراً، فقل: آمنت به وصدقت، وإذا سمعت الله يقول شيئاً أمراً، فقل: آمنت به سمعاً وطاعة، نهياً آمنت به، وسمعاً وطاعة.

فاترك المنهي عنه، وافعل المأمور به، {إن المتقين في جنات ونهر} هذا مقابل قوله: {إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم} {إن المتقين في جنات ونهر} الجنات جمع جنة، وقد ذكر الله تعالى أصنافها في سورة الرحمن فقال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} ثم قال: {ومن دونهما جنتان} فهي إذن أربع ذكرها الله في سورة الرحمن، إذاً {في جنات} يعني في هذه الجنات الأربع، هذه الأصناف لكن أنواعها

<<  <   >  >>