الصلاة والسلام - أن مثل هذه الوساوس صريح الإيمان، أي خالص الإيمان، وهذا إنما كان خالص الإيمان، لأن الشيطان لا يأتي للإنسان الشاك يشككه في دينه، وإنما يأتي لإنسان ثابت مستقر، ليشككه في دينه، فيفسده عليه (١) ، فالمؤمن الذي استقر الإيمان في قلبه واطمأن قلبه بالإيمان هو الذي يأتيه الشيطان ليفسد عليه، أما من ليس بمؤمن فإن الشيطان لا يأتيه بمثل هذه الوساوس، لأنه منته منه، والمهم أن قوله:{ثم لم يرتابوا} يدل على أنهم ثبتوا على الإيمان، ولو طالت المدة.
فإذا قال قائل: ما الطريقة التي توجب للإنسان ثبوت الإيمان واستقراره؟
قلنا: أولاً: أن يتفكر في مخلوقات الله سبحانه وتعالى، وأن هذه المخلوقات العظيمة لم تكن وليدة الصدفة، ولم تكن وليدة بنفسها.
ثانياً: أن يتفكر في شريعة الله وكمالها.
ثالثاً: أن يتفكر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وآياته وما إلى ذلك.
رابعاً: أن يكثر من ذكر الله - عز وجل - فإنه بذكر الله تطمئن القلوب، ويكثر من الطاعات والأعمال الصالحة، لأن الطاعات والأعمال الصالحة تزيد في الإيمان، كماهو مذهب أهل السنة والجماعة - رحمهم الله -.
{وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} هذا أيضاً
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٧٤٨١) وأبو يعلى في المسند (٥٩٦٤) وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٦٥٦) (١٦٥٧) .