للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَكَانَ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يُوَادّونَهُمَا. فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِيهِمَا: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لَا تَتّخِذُوا الّذِينَ اتّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إلَى قَوْلِهِ: {وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ} [الْمَائِدَة:٦١] .

سُؤَالُهُمْ عَنْ قِيَامِ السّاعَةِ:

وَقَالَ جَبَلُ بْنُ أَبِي قُشَيْرٍ، وَشَمْوِيلُ بْنُ زَيْدٍ، لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُحَمّدُ أَخْبِرْنَا، مَتَى تَقُومُ السّاعَةُ إنْ كُنْت نَبِيّا كَمَا تَقُولُ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِيهِمَا: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي لَا يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَا إِلّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنّكَ حَفِيّ عَنْهَا قُلْ إِنّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الْأَعْرَافُ ١٨٧] .

تَفْسِيرُ ابْنِ هِشَامٍ لِبَعْضِ الْغَرِيبِ:

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: {أَيّانَ مُرْسَاهَا} مَتَى مُرْسَاهَا. قَالَ قَيْسُ بْنُ الْحُدَادِيّةِ الْخُزَاعِيّ

فَجِئْت وَمُخْفَى السّرّ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ... لِأَسْأَلَهَا أَيّانَ مَنْ سَارَ رَاجِعُ؟

وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وَ {مُرْسَاهَا} مُنْتَهَاهَا، وَجَمْعُهُ مَرَاسٍ.

قَالَ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ الْأَسَدِيّ:

وَالْمُصِيبِينَ بَابَ مَا أَخْطَأَ النّا ... سُ وَمُرْسَى قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ

وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ وَمُرْسَى السّفِينَةِ حَتّى تَنْتَهِيَ. وَحَفِيّ عَنْهَا – عَلَى

ــ

وَتُرِيك وَجْهًا كَالْوَذْي ... لَة لَا رَيّانَ مُمْتَلِئٌ وَلَا جهم

وَمِنْه قَول عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ أَمَا وَاَللهِ لَقَدْ أَلْفَيْت أَمْرَك، وَهُوَ أَشَدّ انْفِضَاحًا مِنْ حَقّ الْكُهُولِ. كَذَلِكَ رَوَاهُ الْهَرَوِيّ وَقَالَ ابْن قُتَيْبَةَ: الْكَهْدَلُ فَمَا زِلْت أَرُمّهُ بِوَذَائِلِهِ وَأَصْلُهُ بِوَصَائِلِهِ حَتّى تَرَكْته عَلَى مِثْلِ فَلْكَةِ الْمَدْرِ. حَقّ الْكُهُولِ بَيْتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>