للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهُمْ إذَا مَا نَوّمَ النّاسُ مُسْهِرُ

لِذِكْرَى حَبِيبٍ هَيّجْت لِي عِبْرَةً ... سُفُوحًا وَأَسْبَابُ الْبُكَاءِ التّذَكّرُ

بَلَى إنّ فِقْدَانَ الْحَبِيبِ بَلِيّةٌ ... وَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ يُبْتَلَى ثُمّ يَصْبِرُ

رَأَيْت خِيَارَ الْمُؤْمِنِينَ تواردوا ... شعوب وخالفا بَعْدَهُمْ يَتَأَخّرُ

فَلَا يُبْعِدَن اللهُ قَتْلَى تَتَابَعُوا ... بِمُؤْتَةِ مِنْهُمْ ذُو الْجَنَاحَيْنِ جَعْفَرُ

وَزَيْدٌ وَعَبْدُ اللهِ حِينَ تَتَابَعُوا ... جَمِيعًا وَأَسْبَابُ الْمَنِيّةِ تَخْطِرُ

غَدَاةَ مَضَوْا بِالْمُؤْمِنِينَ يَقُودُهُمْ ... إلَى الْمَوْتِ مَيْمُونُ النّقِيبَةِ أَزْهَرُ

أغر كضوء البد مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... أَبِيّ إذَا سِيمَ الظّلَامَةِ مِجْسَرُ

فَطَاعَنَ حَتّى مَالَ غير موسد ... بمعترك فِيهِ قَنَا مُتَكَسّرُ

فَصَارَ مَعَ الْمُسْتَشْهِدِينَ ثَوَابَهُ ... جِنَانٌ وَمُلْتَفّ الْحَدَائِقِ أَخْضَرُ

وَكُنّا نَرَى فِي جَعْفَرٍ مِنْ مُحَمَّد

... وَفَاء وَأمر حَازِمًا حِينَ يَأْمُرُ

فَمَا زَالَ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... دَعَائِمُ عِزّ لَا يَزُلْنَ وَمَفْخَرُ

هُمْ جَبَلُ الْإِسْلَامِ وَالنّاسُ حَوْلَهُمْ ... رضام إِلَى الطود يروق ويقهر

بهَا ليل مِنْهُمْ جَعْفَرٌ وَابْنُ أُمّهِ ... عَلِيّ وَمِنْهُمْ أَحْمَدُ الْمُتَخَيّرُ

ــ

مِنْ شِعْرِ حَسّانٍ فِي رِثَاءِ جَعْفَرٍ:

وَذَكَرَ قَوْلَ حَسّانٍ يَرْثِي جَعْفَرًا:

تَأَوّبَنِي لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أَعْسَرُ

أَعْسَرُ: بِمَعْنَى عَسِرٍ، وَفِي التّنْزِيلِ: {يَوْمُ عَسِرٌ} [الْقَمَر: من الْآيَة ٨] فِيهِ وَأَيْضًا {عَسِيرٌ} [المدثر: من الْآيَة ٩] وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ، فَمَنْ قَالَ: عَسِرَ [يَعْسَرُ] قَالَ: عَسِيرٌ بِالْيَاءِ، وَمَنْ قَالَ: عَسِرَ يَعْسَرُ، قَالَ فِي الِاسْمِ: عَسِرٌ وَأَعْسَرُ، مِثْلَ حَمِقٌ وَأَحْمَقُ.

وَفِي هَذَا الشّعْرِ قَوْلُهُ:

بَهَالِيلُ مِنْهُمْ جَعْفَرٌ وَابْنُ أُمّهِ ... عَلِيّ وَمِنْهُمْ أَحْمَدُ الْمُتَخَيّرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>