للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْجُحْفَةِ، وَاَلّذِينَ شَرِبُوا مِنْهُ تَحَزّبُوا، فَسُمّوا بِهِ قَبَائِلَ مِنْ وَلَدِ مَازِنِ بْنِ الْأَشَدّ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ، بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بن قحطان.

ــ

يَكُونَ نَسَبُهُمْ إلَى "مَاءِ السّمَاءِ عَلَى زَعْمِهِمْ "فَإِنّهُمْ يَنْتَسِبُونَ إلَيْهِ كَمَا يَنْتَسِبُ كَثِيرٌ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ إلَى حَاضِنَتِهِمْ وَإِلَى رَابّهِمْ أَيْ زَوْجِ أُمّهِمْ - كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ فِي بَابِ قُضَاعَةَ إنْ شَاءَ اللهُ.

سَبَأُ وَأُمَيْمٌ وَوِبَارٌ:

وَسَبَأٌ اسْمُهُ: عَبْدُ شَمْسٍ - كَمَا ذُكِرَ - وَكَانَ أَوّلَ مَنْ تَتَوّجَ مِنْ مُلُوكِ الْعَرَبِ، وَأَوّلَ مَنْ سَبَى فَسُمّيَ سَبَأً، وَلَسْت مِنْ هَذَا الِاشْتِقَاقِ عَلَى يَقِينٍ لِأَنّ سَبَأَ مَهْمُوزٌ وَالسّبْيُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ.

وَذَكَرَ أُمَيْمًا، وَيُقَالُ فِيهِ أَمِيمٌ وَوَجَدْت بِخَطّ أَشْيَاخٍ مَشَاهِيرَ أَمّيمٌ وَأَمّيمٌ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ مَكْسُورَةً وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْكَلَامِ وَالْعَرَبُ تَضْطَرِبُ فِي هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الْقَدِيمَةِ قَالَ الْمَعْرِيّ١:

يَرَاهُ بَنُو الدّهْرِ الْأَخِيرِ بِحَالِهِ

... كَمَا قَدْ رَأَتْهُ جُرْهُمٌ وَأَمِيمُ

فَجَاءَ بِهِ عَلَى وَزْنِ فَعِيلٍ وَهُوَ الْأَكْثَرُ وَأُمَيْمٌ - فِيمَا ذَكَرُوا - أَوّلُ مَنْ سَقّفَ الْبُيُوتَ بِالْخَشْبِ الْمَنْشُورِ وَكَانَ مَلِكًا، وَكَانَ يُسَمّى: آدَمَ وَهُوَ عِنْدَ الْفُرْسِ: آدَمُ الصّغِيرُ وَوَلَدُهُ وَبَارٌ وَهُمْ أُمّةٌ هَلَكَتْ فِي الرّمْلِ هَالَتْ الرّيَاحُ الرّمْلَ عَلَى فِجَاجِهِمْ وَمَنَاهِلِهِمْ فَهَلَكُوا. قَالَ الشّاعِرُ:

وَكَرّ دَهْرٌ عَلَى وَبَارٍ ... فَأُهْلِكَتْ عَنْوَةً وَبَارُ


١ أَبُو الْعَلَاء أَحْمد بن عبد الله ين سُلَيْمَان المعري التنوخي الشَّاعِر الفيلسوف، وَهُوَ فَوق المتنبي فِي دقة الخيال وتصريف القَوْل فِي الفلسة وطبائع الْبشر، ولد بمعرة النُّعْمَان – شمال سوريا – سنة ٣٦٣هـ وعاش عزبا حَتَّى مَاتَ سنة ٤٤٩هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>