وَهَذَانِ الْبَيْتَانِ فِي أُرْجُوزَةٍ لَهُ وَيُقَالُ أَيْضًا لِكُلّ مُزَيّنٍ مُزَخْرَفٌ.
مَا أنزل الله تَعَالَى ردا على قَوْلهم: إِنَّمَا يعلمك رجل بِالْيَمَامَةِ:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِمْ إنّا قَدْ بَلَغْنَا أَنّك إنّمَا يُعَلّمُك رَجُلٌ بِالْيَمَامَةِ. يُقَالُ لَهُ الرّحْمَنُ. وَلَنْ نُؤْمِنَ بِهِ أَبَدًا: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبّي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرّعْدِ ٣٠] .
مَا أنزلهُ تَعَالَى فِي أبي جهل وَمَا هم بِهِ:
وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ فِيمَا قَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ - لَعَنَهُ اللهُ - وَمَا هُمْ بِهِ {أَرَأَيْتَ الّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذّبَ وَتَوَلّى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنّ اللهَ يَرَى كَلّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزّبَانِيَةَ كَلّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: ٩-١٩] سُورَةِ الْعَلَقِ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: لَنَسْفَعًا: لَنَجْذِبَنّ وَلَنَأْخُذَنّ. قَالَ الشّاعِرُ:
قَوْمٌ إذَا سَمِعُوا الصّرَاخَ رَأَيْتهمْ ... مِنْ بَيْنِ مُلْجِمٍ مُهْرِهِ أَوْ سَافِعِ
وَالنّادِي: الْمَجْلِسُ الّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الْقَوْمُ وَيَقْضُونَ فِيهِ أُمُورَهُمْ وَفِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} َ [الْعَنْكَبُوتِ ٢٩] وَهُوَ النّدِيّ. قَالَ عَبِيدُ بْنُ الْأَبْرَصِ:
اذْهَبْ إلَيْك فَإِنّي مِنْ بَنِي أَسَدٍ ... أَهْلِ النّدِيّ وَأَهْلِ الْجُرْدِ وَالنّادِي
وَفِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى: {وَأَحْسَنُ نَدِيّا} [مَرْيَمَ: ٧٣] . وَجَمْعُهُ أَنْدِيَةٌ. يَقُولُ فَلْيَدْعُ أَهْلَ نَادِيَهُ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يُوسُفَ ٨٢] يُرِيدُ أَهْلَ الْقَرْيَةِ. قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ:
يَوْمَانِ يَوْمُ مَقَامَاتٍ وَأَنْدِيَةٍ ... وَيَوْمُ سَيْرٍ إلَى الْأَعْدَاءِ تَأْوِيبُ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .