للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَلَا كُلّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ

قَالَ عُثْمَانُ صدقت، قَالَ لبيد:

وَكُلّ نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلُ

قَالَ عُثْمَانُ كَذَبْت، نَعِيمُ الْجَنّةِ لَا يَزُولُ. قَالَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَاَللهِ مَا كَانَ يُؤْذَى جَلِيسُكُمْ فَمَتَى حَدَثَ هَذَا فِيكُمْ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: إنّ هَذَا

ــ

تَأْوِيلُ كُلّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ:

فَصْلٌ: وَذَكَرَ قَوْلَ لَبِيدٍ:

أَلَا كُلّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ

وَقِصّةُ ابْنِ مَظْعُونٍ إلَى آخِرِهَا، وَلَيْسَ فِيهَا مَا يَشْكُلُ غَيْرَ سُؤَالٍ وَاحِدٍ وَهُوَ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشّاعِرُ قَوْلُ لَبِيدٍ أَلَا كُلّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ"

فَصَدّقَهُ فِي هَذَا الْقَوْلِ وَهُوَ - عَلَيْهِ السّلَامُ - يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ " أَنْتَ الْحَقّ، وَقَوْلُك الْحَقّ، وَوَعْدُك الْحَقّ، وَالْجَنّةُ حَقّ، وَالنّارُ حَقّ، وَلِقَاؤُك حَقّ". فَكَيْفَ يَجْتَمِعُ هَذَا مَعَ قَوْلِهِ:

أَلَا كُلّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ

فَالْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا:

أَنْ يُرِيدَ بِقَوْلِهِ مَا خَلَا اللهَ مَا عَدَاهُ وَعَدَا رَحْمَتِهِ الّتِي وَعَدَ بِهَا مَنْ رَحِمَهُ وَالنّارُ وَمَا تَوَعّدَ بِهِ مَنْ عِقَابِهِ وَمَا سِوَى هَذَا فَبَاطِلٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>