للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَمَا مَسَّ جَنْبِي الْأَرْضَ إِلَّا ذَكَرْتُهَا … وَإِلَّا وَجَدْتُ طِيبَهَا فِي ثِيَابِيَا (١)

وَهَذَا المَعْنَى [أَرَادَ] (٢) المُتَنَبِئُ فِي قَوْلِهِ: (طويل)

مُمَثَّلَةٌ حَتَّى كَأَنْ لَمْ تُفَارِقِي … وَحَتَّى كَأَنَّ البَأْسَ مِنْ وَصْلِكِ الوَعْدُ (٣)

وَحَتَّى تَكَادِي تَمْسَحِينَ مَدَامِعِي … وَيَعْبَقُ فِي ثَوْبَيَّ مِنْ ثَوْبِكِ النَّدُّ

وَقَالَ عَبْدُ بَنِي الحَسْحَاسِ (٤): (طويل)

فَمَا زَالَ [ثَوْبِي] (٥) طَيِّبًا مِنْ نَسِيمِهَا … إِلَى الحَوْلِ حَتَّى أَصْبَحَ الثَّوْبُ بَالِيَا (٦) " (٧)

قولهُ: "الإِجَّاصُ والإجَّانَةُ وَالقُبَّرَةُ" (٨).

ط: "قَدْ حَكَى اللُّغَوِيُّونَ أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ (٩) يُبْدِلُونَ مِنَ الحَرْفِ الأَوَّلِ المُشَدَّدِ نُونًا، فَيَقُولُونَ: خَنْطٌ، يُرِيدُونَ خَطٌّ، وَهَذِهِ لُغَةٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُلْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَإِنَّ اللُّغَةَ اليَمَانِيَّةَ فِيهَا أَشْيَاءٌ مُنْكَرَةٌ خَارِجَةٌ عَنِ الْمَقَايِيسِ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَا هَذَا لِيُعْلَمَ أَنَّ لِقَوْلِ العَامَّةِ مَخْرَجًا عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ. فَأَمَّا "القُنْبَرَةُ" بِالنُّونِ فَلُغَةٌ فَصِيحَةٌ" (١٠).


(١) البيت لعمرو بن شأس في ديوانه: ١٠٨ برواية (جلدي)؛ ولابن ميادة في محاضرات الأدباء: ٢/ ٥٥ (ريحها)؛ وللمجنون في شرح حماسة الشنتمري: ٢/ ٨٦٣؛ وبدون عزو في شرح حماسة المرزوقي: ٣/ ١٣٣٥.
(٢) في الاقتضاب: ٣/ ٢٢٨.
(٣) شرح الديوان للعكبري: ٢/ ٣ برواية (من ريحك).
(٤) هو سحيم شاعر رقيق الشعر كان عبدًا نوبيًا أعجمي الأصل اشتراه بنو الحسحاس، وهم بطن من بني أسد، رآه النبي وأعجب بشعره (ت ٤٠ هـ). ترجمته في الشعر والشعراء: ١/ ٤١٥؛ السمط: ٧٢١؛ الإصابة ت ٣٦٥٩؛ الخزانة: ١/ ٢٧٢.
(٥) وزاد الشارح في المتن رواية أخرى [ريحك].
(٦) البيت في الشعر والشعراء: ١/ ٤١٥؛ التنبيه والإيضاح ١/ ٢٢٠؛ المقاصد: ١/ ٣٤؛ نهاية الأرب: ٢/ ٣٦ (بردي - ثيابيًا - حتى أنهج).
(٧) الاقتضاب: ٣/ ٢٢٨.
(٨) أدب الكتّاب: ٣٧٥.
(٩) البلد المعروف الذي كان لسبأ. ما استعجم: ٤/ ١٤٠١؛ معجم البلدان: ٤٤٧.
(١٠) الاقتضاب: ٢/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>