[باب ما إذا اتصلت]
د: حُذِفَتِ الْأَلِفُ مَعَ الاِسْتِفْهَامِ لِأَنَّ "مَا" فِيهِ اسْمٌ تَامٌّ، فَصَارَتْ مَعَ الْجَارِّ اسْمًا وَاحِدًا، فَحُذِفَتِ الْأَلِفُ لِطُولِ الاِسْمِ، وَهِيَ فِي الْخَبَرِ مَوْصُولَةٌ فَمَا بَعْدَهَا فَلَمْ يَجْعَلُوا حَرْفَ الْجَرِّ مَعَهَا اسْمًا وَاحِدًا لِطُولِ الْاِسْمِ، فَإِنْ كَانَ الْجَارُّ اسْمًا مُتَمَكِّنًا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، وَقَوْلُ الْعَرَبِ "مَجِيءَ" "مَ جِئْتَ" وَمِثْلَ "مَ أَنْتَ" شَاذٌّ.
ع: "مَا" فِي الْاِسْتِفْهَامِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا أَحَدُ حُرُوفِ الْجَرِّ حُذِفَتِ الْأَلِفُ مِنْهَا اسْتِخْفَافًا فَرْقًا بَيْنَ الْاِسْتِفْهَامِ وَالْخَبَرِ. وَإِنَّمَا كَانَ الْحَذْفُ فِي الْاِسْتِفْهَامِ لِأَنَّهَا فِيهِ اسْتِفْهَامٌ تَامٌّ فَصَارَتْ مَعَ الْجَارِّ اسْمًا وَاحِدًا. فَحُذِفَتِ الْأَلِفُ لِطُولِ الْاِسْمِ، وَهِيَ فِي الْخَبَرِ مَوْصُولَةٌ بِمَا بَعْدَهَا، فَلَمْ يَجْعَلُوا حَرْفَ الْجَرِّ مَعَهَا اسْمًا لِطُولِ الْاِسْمِ وَقَدْ جَاءَ نَادِرًا فِي قَوْلِهِمْ: "سَلْ عَمَّ شِئْتَ"، فَإِنْ كَانَ الْجَارُّ اسْمًا مُتَمَكِّنًا لَمْ يَفْعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا تَجِيءُ "بِعَنْ وَعَلَى" لِأَنَّهُمَا غَيْرُ مُتَمَكِّنِينَ فَأُلْحِقَا بِالْبَاءِ وَنَحْوِهَا مِنْ حُرُوفِ الْجَرِّ، وَقَوْلُ الْعَرَبِ: "مَجِيءَ مَ جِئْتَ"، وَ "مِثْلَ مَ أَنْتَ" مِمَّا شَذَّ أَوْ يُرِيدُونَ "مِثْلَ مَا أَنْتَ" مِنَ الزَّمَانِ، وَمَا كِنَايَةٌ عَنِ الزَّمَانِ كَمَا تَقُولُ: "مِثْلَ كَمْ أَنْتَ". وَجَوَابُ "مِثْلَ مَ أَنْتَ"؟ ابْنُ كَذَا سَنَةِ.
قوله: "فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِي مَوْضِعِه اسْمٍ وَصَلْتَهَا فَقُلْتَ: كُلَّمَا جِئْتُكَ بَرَرْتَنِي" (١).
الْهَرَوِيُّ: مَا هُنَا زَائِدَةٌ مُهَيِئَةٌ هَيَّأْتْ "لِكُلٍّ" أَنْ يَصْلُحَ بَعْدَهَا وُقُوعُ الْفِعْلِ كَمَا هَيَّأَتْ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: قُمْتُ كَمَا قُمْتَ وَفِي قَوْلِهِمْ: قَلَّمَا يَخْرُجُ زَيْدٌ، هَيَّأْتْ لِلْكَافِ أَنْ يَقَعَ بَعْدَهَا الْفِعْلُ لِأَنَّ الْكَافَ لَا تَدْخُلُ عَلَى الْأَفْعَالِ، وَكَذَلِكَ: قَلَّمَا
(١) أدب الكتاب: ٢٣٤.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute