للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولهم: تقلد الأمر. ويقول المتضمن للشيء المتكفل به: هذا الأمر في عنقي، وعلى أن أقوم به. وهذا المعنى أراد الشاعر بقوله:

إن لي حاجة إليك فقالت … بين أذني وعاتقي ما تريد

ومن طريق هذا الباب قول ابن الرقيات:

ألا طرقت من آل بثينة طارقة … على أنها معشوقة الدل عاشقة

وأبين ما فيه أن تكون عاشقة صفة لطارقة على معنى التقديم والتأخير كأنه قال: طارقة عاشقة على أنها معشوقة، وذلك أن من شأن المعشوق أن يعرض عن عاشقه ويهجره، فيريد أن هذه الطارقة لا تمنعها معرفتها بعشق محبها لها أن تعشقه فهو من باب قولهم: زرته على مرضي، وأكرمته على أنه أهانني، فقس على ما يرد في هذا الباب عليك على هذه الأمثلة، فإنك تجده غير خارج عما وضعت عليه اللفظة من معنى الأشراف حقيقة أو مجازًا إن شاء الله.

وقوله: لو رد تقلص الغيطان عنه. (البيت).

"هُوَ لِلَبِيدِ بن رَبِيعَةَ. وَتَمَامُهُ: (وافر)

يَبُذُّ مَفَازَةَ الخَمْسِ الكِمالِ

يَصِفُ حَمِيرَ وَحْشٍ تَسِيرُ لِوِرْدِ المَاءِ وَهِيَ شَدِيدَةُ العَطَشِ، فَهِيَ تُسْرِعُ فَكَأَنَّ الغِيطَانَ تَقْصُرُ مِنْ سُرْعَتِهَا. وَ"الغِيطَانُ": المَوَاضِعُ الْمُنْخَفِضَةُ مِنَ الْأَرْضِ، وَاحِدُهَا غَائِطٌ.

وَقَوْلُهُ: "عَنْهُ".

أيْ: مِنْ أَجْلِهِ. وَ"يَبُذُّ" هَا هُنَا بِمَعْنَى: يَقْطَعُ. و "المَفَازَةُ": الفَلَاةُ. سُمِّيَتْ بِذَلِكَ [تَفَاؤُلًا] (١) لِسَالِكِهَا بِالفَوْزِ وَالنَّجَاةِ. وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ لَهَا:


(١) في الأصل: [تفؤلًا].

<<  <  ج: ص:  >  >>