للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيَسْتَقِيهِ. وَ"الدَّوَالِي": مَا يُدْلَى بِهِ المَاءُ، أَيْ: يُسْتَقَى. وَ"النِّجَادُ": المَوَاضِعُ المُرْتَفِعَةُ. وَ "شَايَعَتهُ": تَابَعَتْهُ عَلَى مَا أَرَادَ وَ"الهَوَادِي": المُتَقَدِّمَةُ. وَ"الأَنْضِيَةُ": سِهَامٌ لَا نِضَالَ لَهَا، وَاحِدُهَا نَضِيٌّ. شَبَّهَهَا بِهَا لِسُرْعَتِهَا. و"المُغَالِي": الَّذِي يُرَامِي صَاحِبَهُ لِيَنْظُر أَيُّهُمَا أَبْعَدُ غَلْوَةَ سَهْمٍ (١).

"وَبَيْتَا (٢) النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ يَمْدَحُ نَفْسَهُ بِحُضُورِ المَيْسِرِ وَالمُقَامَرَةِ. وَكَانُوا يَعُدُّونَ ذَلِكَ مِنَ الكَرَم وَيُسَمُّونَ اللَّاعِبَ "يَسَرًا"، وَيُعَدُّونَ ضِدَّهُ "لُؤْمًا"، وَيُسَمُّونَ المُمْتَنِعَ مِنْهُ "بَرَمًا". كَمَا قَالَ العَرَنْدَسُ الكِلابِيِّ (٣): (بسيط)

هَيْنُونَ لَيْنُونَ أَيْسَارٌ ذَوُو كَرَمٍ … سُوَّاسُ مَكْرَمَةٍ أَبْنَاءُ أَيْسَارِ (٤)

وَمَعْنَى "إِذَا القِدَاحُ تُوُحِّدَتْ أَيْ: أَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ قِدْحًا وَاحِدًا لِغَلَاءِ اللَّحْمِ. وَإِذَا كَانَ اللَّحْمُ رَخِيصًا فَرُبَّمَا أَخَذَ الرَّجُلُ قِدْحَيْنِ، فَكَانَ لَهُ غُنْمُهُمَا وَعَلَيْهِ غُرْمُهُمَا، وَرُبَّمَا أَخَذَ أَكْثَرَ.

وَيُرْوَى: "إِذَا اللِّقَاحُ تُوُحِّدَتْ". وَمَعْنَاهُ: تَفَرُّدُ كُلُّ إِنْسَانٍ بِلِقْحَةِ لِلْجَهْدِ لِيَقُومَ عَلَيْهَا وَلَا يَشْرَكَهُ فِيهَا أَحَدٌ. وَاللَّقْحَةُ: النَّاقَةُ ذَاتُ اللَّبَنِ.


(١) الاقتضاب: ٣/ ٣٦٩ - ٣٧٠.
(٢) أنشدهما في أدب الكتّاب: ٥١٤. وهما:
١ - ولقد شهدت إذا القداح توحدت … وشهدت عند الليل موقد نارها
٢ - عن ذات أولية تساود ربها … وكأن لون الملح فوق شغارها
ديوانه: ٦٣؛ أمالي القالي: ٢/ ١٦٢ الحيوان ٤/ ٢٤؛ المعاني الكبير: ١١٦٠؛ السمط: ١/ ٧٣؛ المخصص: ١٤/ ٦٧؛ شرح الجواليقي: ٢٦٧ - ٢٦٨.
(٣) هو عبيد بن العرندس أو أبو العرندس، شاعر من بني بكر بن كلاب، والعرندس: البعير القوي أو الأسد العظيم. أمالي القالي: ١/ ٢٣٩؛ السمط: ١/ ٢٣٩؛ معجم الشعراء: ١٧٣؛ شرح الحماسة للشنتمري: ٢/ ٩٠٢.
(٤) البيت للعرندس الكلابي في: أمالي القالي: ١/ ٢٣٩؛ السمط: ١/ ٥٤٦؛ الحماسة للتبريزي: ٤/ ٧٢ معجم الشعراء: ١٧٣؛ الحماسة المغربية: ١/ ٢٩٩؛ شرح الحماسة للشنتمري: ٢/ ٩٠٢؛ زهر الآداب: ٤/ ١٠٢٨؛ وينسب لعبيد بن العرندس في الكامل: ١/ ١٨؛ ولعقيل بن العرندس في معجم ما استعجم: ٣/ ٨٦٣؛ ويروى في البرصان والعرجان: ٢٣٦ "ذوو يسر"؛ محاضرات الأدباء: ١/ ٧٢٤ ويروى "ذوو يسر أبناء أنباء"؛ عيون الأخبار: ١/ ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>