للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَدْرٌ وَقَدَرٌ بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا، وَالْمَعْرُوفُ: اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى كُلِّ فِعْلٍ حَسَنٍ قَدْ تَعَارَفَهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ مَعْرُوفًا؛ لأنَّ النَّاسَ كُلُّهُمْ يَعْرِفُونَهُ وَلَا يُنْكِرُونَهُ. وَالْخَوَاطِرُ (١): الْأَذْهَانُ وَاحِدُهَا خَاطِرٌ، وَحَقِيقَةُ الْخَاطِرِ مَا يَخْطِرُ بِبَالِ الْإِنْسَانِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ.

وقوله: "وَزُهِدَ فِي لِسَانِ الصِّدْقِ وَعُقَدِ الْمَلَكُوتِ" (٢):

ط: "لِسَانُ الصِّدْقِ يُسْتَعْمَلُ عَلَى مَعْنَيَيْنِ، أَحَدُهُمَا: قَوْلُ الْحَقِّ، والثاني: الثَّنَاءُ الْحَسَنُ. قال الله : ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤)(٣). وَهُوَ الذِي أَرَادَ ابْنُ قُتَيْبَةَ بِقَوْلِهِ بَعْدَ هَذَا: وَيُسْعِدُهُ بِلِسَانِ الصِّدْقِ فِي الْآخِرِينَ (٤)، أي إِنَّ النَّاسَ زَهَدُوا فِي قَوْلِ الحقِّ أو فِي مَا يَبْنِي لَهُمُ الثَّنَاءَ الْحَسَنَ" (٥).

ز: "وكان الأَخْفَشُ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ (٦) يَرْوِي: وعَقدِ الْمَلَكُوتِ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الْقَافِ يَجْعَلُهُ مَصْدَرَ عَقَدْتُ عَقْدًا. وَكَان أَبُو الْقَاسِمِ الصَّائِغُ (٧) يَرْوِيهِ عَنْهُ: وعُقْدِ الْمَلَكُوتِ، يَجْعَلُهُ جَمْعَ عُقْدَةٍ مِثْلَ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ" (٨).

ط: "وهكذا رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنِ القَوْطِيَّةِ" (٩).

وَأَصْلُ الْعُقْدَةِ فِي اللُّغَةِ: الضَّيْعَةُ، يَتَّخِذُهَا الرَّجُلُ أَصْلَ مَالٍ، يقال:


(١) نفسه.
(٢) نفسه.
(٣) سورة الشعراء (٢٦): الآية ٨٤.
(٤) أدب الكتاب: ٦.
(٥) الاقتضاب: ١/ ٤٨.
(٦) علي بن سليمان بن الفضل النحوي، أبو الحسن من أهل بغداد، نحوي كبير، أقام بمصر حينًا ثم عاد إلى بغداد وتوفي بها سنة (٣١٥ هـ)، إنباه الرواة: ٢/ ٢٧٦؛ وفيات الأعيان: ٢/ ٣٠١؛ بغية الوعاة: ٢/ ١٦٧؛ الأعلام: ٤/ ٢٩١.
(٧) لم نقف على ترجمته.
(٨) تفسير الزجاجي: ٩٦.
(٩) الاقتضاب: ١/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>