للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَدْ تَكُونُ بَيْنَهُمَا مُنَاسَبَةٌ فِي بَعْضِ الْأَعْرَاضِ. وَتَقْوِيمُ الكَوَاكِبِ (١): تَعْدِيلُهَا.

وقوله: "فُلَانٌ رَقِيقٌ" (٢):

ط: "الرِّقَّةُ: ضِدُّ الْخُشُونَةِ، وَتُسْتَعْمَلُ عَلَى ثَلَاثَةِ مَعَانٍ: أَحَدُهَا: الرَّحْمَةُ وَالْإِشْفَاقُ. يقال: رَقَّتْ لَهُ نَفْسِي: يريدون بِذَلِكَ ذَهَابَ الْخُشُونَةِ وَالْقَسُوَةِ. والثاني: حَلَاوَةُ الشَّمَائِلِ، يقال: فلانٌ رَقِيقُ الْحَوَاشِي، يُرِيدُونَ ذَهَابَ الْغَلِظِ وَالْجَفَاءِ عَنْهُ. والثالثُ: الحُسْنُ والجَمَالُ، ولذلك قَالُوا لِبَائِعِ الْخَدَمِ: بَائِعُ الرَّقِيقِ. وَوَقَعَ فِي كِتَابِ ابْنِ قُتَيْبَةَ الْمَقْرُوءِ عَلَيْهِ: دَقِيقٌ بالدَّالِ مِنْ دِقَّةِ النَّظَرِ وَغُمُوضِهِ. وَقد رواه قَوْمٌ "رَفِيقٌ" بالفاء وهو مِثْلُ اللَّطِيفِ" (٣).

وقوله: "وَمِمَّا عِنْدَهُ" (٤):

يعني: الْجَنَّةَ وَالمَعَادَ. والرَّعَاعُ (٥): سُقَّاطُ النَّاسِ وَسَفِلَتُهُمْ. والرَّعَاعُ مِنَ الطَّيْرِ: كلُّ مَا لَا يَصِيدُ وَلَا يُصَادُ. والغُثَاءُ (٦): مَا يَحْمِلُهُ السَّيْلُ مِنَ الزِّبْلِ. والغُثْرُ (٧): الْجُهَّالُ الْأَغْبَيَاءُ، وَاحِدُهُمْ أَغْثَرٌ، والغُثْرَةُ: غُبْرَةٌ تُخَالِطُهَا كُدْرَةٌ حَتَّى تُقَارِبَ السَّوَادَ. ويقال: كِسَاءٌ أَغْثَرٌ وَأَكْسِيَةٌ غُثْرٌ، إِذَا كَثُرَ صُوفُهَا حَتَّى تَخْشُنَ وَتَخْرُجَ عَنِ الْاعْتِدَالِ، ويقال لِسَفِلَةِ النَّاسِ: الغَثْرَاءُ والدَّهْمَاءُ.

د: في حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ (٨) قال: "أُحِبُّ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ وأُحِبُّ الغَثْرَاءَ" (٩).


(١) نفسه.
(٢) نفسه.
(٣) الاقتضاب: ١/ ٥١.
(٤) أدب الكتاب: ٦.
(٥) نفسه.
(٦) نفسه.
(٧) نفسه.
(٨) جندب بن جنادة بن سفيان بن عبد، من بني غفار، من كنانة بن خزيمة، أبو ذر: صحابي جليل من كبار الصحابة، قديم الإسلام توفي سنة (٣٢ هـ)؛ حلية الأولياء: ١/ ١٥٦؛ صفة الصفوة: ١/ ٢٣٨؛ الإصابة: ٧/ ٦٠؛ الأعلام: ٢/ ١٤٠.
(٩) غريب الحديث للخطابي: ٢/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>