للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَغَيَّرَتْنِي بَنُو ذُبْيَانَ خَشْيَتَهُ … وَهَلْ عَلَيَّ بِأَنْ أَخْشَاكَ مِنْ عَارِ (١)

وَقَدْ تَأَمَّلْتُهُ في عِدَّةٍ مِنَ النسخ المَضْبُوطَةِ، فَوَجَدْتُهُ بِالْبَاءِ. وَالصَّحِيحُ فِي هَذَا أَنَّهُمَا لُغَتَانِ وَإِسْقَاطُ الْبَاءِ أَفْصَحُ وَأَكْثَرُ.

الحَسَاءُ، وَالْحَسْوُ (٢): وهما اسْمُ مَا حُسِيَ.

والْعَجَفُ (٣): الضُّعْفُ وَالْهُزَالُ. وأراد بِالْمَالِ، هَاهُنَا، الْحَيَوَانَ، وكذلك تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَبُ في أكثر كَلَامِهَا، وقد يَجْعَلُونَ الْمَالَ اسْمًا لِكُلِّ مَا يَمْلِكُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَاطِقٍ وَصَامِتٍ. قال الله تعالى: ﴿وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ﴾ (٤)، وقال ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ﴾ (٥)، وقال: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥)(٦). فَالْمَالُ في هَذِهِ الآيَاتِ عَامٌّ لِكُلِّ مَا يُمْلَكُ، لَا يَخُصُّ شيئًا دُونَ شَيْءٍ.

وَكَلَبُ الزَّمَانِ (٧): شِدَّتُهُ، وَأَصْلُ الْكَلَبِ سُعَارٌ يُصِيبُ الْكِلابَ، فَضُرِبَ مَثَلًا لِلزَّمَانِ الذِي يَذْهَبُ بالأَمْوَالِ وَيَتَعَرَّقُ الْأَجْسَامَ، كَمَا سَمُّوا السَّنَةَ الشَّدِيدَةَ ضَبُعًا تَشْبِيهَا لَهَا بِالضَّبُعِ، فَقَالُوا: أَكَلَهُ الدَّهْرُ وَتَعَرَّقَهُ. قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ (٨): (بسيط)

أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ … فَإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ (٩) " (١٠)


(١) ديوانه: ١٢٤.
(٢) أدب الكتاب: ١٦.
(٣) نفسه.
(٤) سورة النساء (٤): الآية ٢.
(٥) سورة النساء (٤): الآية ٥.
(٦) سورة الذاريات (٧٠): آيتان ٢٤ - ٢٥.
(٧) أدب الكتاب: ١٦.
(٨) في (خ): أبو العباس، والصواب العباس وهو: العباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي، من مضر، أبو الهيثم، سيد وشاعر، أمه الخنساء الشاعرة وهو مخضرم، له ديوان شعر، توفي نحو (١٨ هـ). معجم الشعراء: ١٠٢؛ تهذيب التهذيب: ٥/ ١٣٠؛ تهذيب ابن عساكر: ٧/ ٢٥٥؛ الإصابة: ت ٤٥٠٣؛ الأعلام: ٣/ ٢٦٧.
(٩) سبق تخريج البيت ص ١١.
(١٠) الاقتضاب: ١/ ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>