للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

د: قَالَ أَبُو زِيَادٍ الْكِلَابِي (١): خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هُبَيْرَة (٢) عَلَى الشُّعَرَاءِ يَوْمًا بِوَاسِطٍ (٣)، وَفِيهِمْ جَرِيرُ بْنُ الْخَطَفَى فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا شِعْرًا (٤)، فَوَقَفَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ سَفْوَاءَ، وَهِيَ السَّرِيعَةُ مِنَ الْبِغَالِ وَالْإِبِلِ فِي الْإِنَاثِ خَاصَّةً. وَابْنُ هُبَيْرَةَ مُعْتَمٌّ بِبَرْدٍ اعْتِجَارًا، فَقَالَ: مَنْ كَانَ فِيكُمْ شَاعِرًا فَلْيَقُلْ فِيَّ وَفِي هَذِهِ، فَأَمَّا مَا كُنتُمْ قُلْتُمْ فَلَا أُرِيدُهُ، قَالَ: فَأُفْحِمَ وَاللهِ الْقَوْمُ وَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ، وَتَقَدَّمَ أَبُو حَزْرَةَ وَهُوَ يَقُولُ:

جَاءَتْ بِهِ مُعْتَجِرًا بِبُرْدِهِ … سَفْوَاءَ تَعْدُو بِنَسِيجِ وَحْدِهِ

تَقْدَحُ قَيْسٌ كُلُّهَا بِزَنْدِهِ … تَرْجُو عَلَاءَ جَدِّهَا بِجَدِّهِ (٥)

وقوله: "الْغَمَّاءُ" (٦) هِيَ فَعْلَاءٌ مِنْ غَمَّ، إِذَا غَطَّى.

وَالْأَسَالَةُ (٧): مَصْدَرُ أَسُلَ الْخَدُّ أَسَالَةً وَيُقَالُ: إِسَالَةٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ إِذَا طَالَ مَعَ مَلَاسَةٍ.

ع: قال أبو علي: "الْأَسَالَةُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ" (٨).


(١) هو يزيد بن عبد الله بن الحر بن همام الكلابي، من بني كلاب بن ربيعة، عالم بالأدب له شعر جيد، سكن بادية العراق ثم دخل بغداد أيام المهدي العباسي ومات بها نحو (٢٠٠ هـ)، له: النوادر -الفروق- الإبل -خلق الإنسان، الفهرست لابن النديم: ٧٣؛ إنباه الرواة: ٤/ ١٢٧؛ الخزانة: ٦/ ٤٦٦؛ الأعلام: ٨/ ١٨٤.
(٢) إنما هو يزيد بن عمر بن هبيرة، أبو خالد الفزاري، أمير قنسرين وقائد من ولاة الدولة الأموية، من الشام وقتل بواسط سنة (١٣٢ هـ)، وفيات الأعيان: ٢/ ٢٧٨؛ الخزانة: ٤/ ١٦٧؛ فتوح البلدان: ٢٩٥؛ مروج الذهب: ٦/ ٦٥؛ الأعلام: ٨/ ١٨٥.
(٣) أماكن متعددة، سميت واسطًا لتوسطها بين البصرة والكوفة، معجم البلدان: ٥/ ٣٤٨.
(٤) في الأصل (خ): "وقالوا الشعراء"، والصواب "وقالوا شعرا".
(٥) لم نجد البيتين في ديوانه، وهو لدكين بن رجاء الفقيمي في شرح الجواليقي: ١٩٧؛ شرح ابن الأنباري: ٢٣٢، ل (سفا).
(٦) أدب الكتاب: ١١٠.
(٧) نفسه.
(٨) الأمالي: ٢/ ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>