للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: (وافر)

بِكُلِّ مُدَجَّجٍ (١)

ط: "هُوَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ، وَهُوَ مِنَ الشِّعْرِ الْمَنْحُولِ إِلَيْهِ، وَالْمُدَجَّجُ بِفَتحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا الْفَارِسُ الْكَامِلُ السِّلَاحِ، فَمَنْ كَسَرَ الْجِيمَ نَسَبَ الْفِعْلَ إِلَيْهِ أَيْ دَجَّجَ نَفْسَهُ، وَمَنْ فَتَحَهَا نَسَبَ الْفِعْلَ إِلَى غَيْرِهِ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ شَيْئَينِ أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مِنَ الدُّجَّةِ: وَهِيَ الظُّلْمَةُ، وَمِنْ قَوْلِهِمْ: لَيْلٌ دَجُوجٌ وَدَيْجُوجٌ، وَتَدَجَّجَ اللَّيْلُ وَتَدَجْدَجَ: أَظْلَمَ، شُبِّهَ بِاللَّيْلِ لِتَكَفُّرِهِ بِالْحَدِيدِ.

وَالثَّانِي أَنَّ الْقُنْفُذَ يُسَمَّى مُدَجَّجًا فَشُبِّهَ بِالْقُنْفُذِ لِمَا عَلَيْهِ مِنَ السِّلَاحِ وَلِذَلِكَ شَبَّهُوا الرَّجَّالَةَ إِذَا اجْتَمَعُوا وَرَفَعُوا رِمَاحَهُمْ بِالْحَرْشَفِ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: (مخلع البسيط)

كَأَنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثٌ … بِالْجَرِّ إِذْ تَبْرُقُ النِّعَالُ (٢)

وَمِنْ بَدِيعِ ذَلِكَ قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِيءٍ (٣) يَصِفُ جَيْشَ الْمُعِزِّ (٤): (طويل)

وَأَرْعَنَ يَحْمُومٍ كَأَنَّ أَدِيمَهُ … وَقَدْ أُشْرِعَتْ أَرْمَاحُهُ ظَهْرُ شَيْهَمِ (٥)

وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ الْمُدَجِّجُ بِالْكَسْرِ الْفَارِسُ، وَبِالْفَتْحِ الْفَرَسُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُدَرِّعُونَ خَيْلَهُمْ وِقَايَةً لَهَا، وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ.


(١) تمامه:
بِكُلِّ مُجَرَّبٍ كَاللَّيْثِ يَسْمُو … عَلَى أَوْصَالِ ذَيَّالٍ رِفَنِّ
ديوان النابغة: ٢٠٠.
(٢) ديوانه: ١٩٣.
(٣) محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي الألبيري، أبو القاسم أشعر المغاربة على الإطلاق، ولد بإشبيليا، وقتل ببرقة سنة (٣٦٢ هـ)، معجم الأدباء: ٧/ ١٢٦؛ الوفيات ٢/ ٤؛ الإحاطة: ٢٨/ ٢٨٨؛ شذرات الذهب: ٣/ ٤١؛ الأعلام: ٧/ ١٣٠؛ جذوة المقتبس: ١٥٦.
(٤) معد بن إسماعيل بن القائم الفاطمي العبيدي، أبو تميم المعز لدين الله، صاحب مصر وإفريقية، توفي سنة (٣٦٥ هـ)، الكامل لابن الأثير: ٧/ ٩؛ الوفيات: ٢/ ١٠١؛ البيان المغرب: ١/ ٢٢١؛ هدية العارفين: ٢/ ٤٦٥؛ الأعلام: ٧/ ٢٦٧.
(٥) ديوانه: ٣٢٠؛ المعاني الكبير: ٦٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>