للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسْمَعُ الرَّعْدَ لِصَمَمِهِ، يُرِيدُ أَنَّ الْأَرْزَاقَ لَمْ تُقْسَمْ عَلَى قَدْرِ الْعُقُولِ، وَالْوَلَدُ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا.

وقوله:

لا تَسْمَعُ الآذَانُ رَعْدًا (١)

يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ صِفَةِ الزَّبَابِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ صِفَةِ الْمَعَاشِرِ، وَتَقْدِيرُهُ عَلَى مَذْهَبِ الْبَصْرِيِّينَ: لَا تَسْمَعُ الْآذَانُ مِنْهَا أَوْ مِنْهُمْ.

وَعَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ أَرَادَ آذَانَهَا وَآذَانَهُمْ، فَنَابَتِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ مَنَابَ الضَّمِيرِ" (٢).

ع: يُقَالُ حِرْذَوْنٌ بِالذَّالِ وَالدَّالِ مَعًا.

قوله: (طويل)

سَبَحْلٌ لَهُ نِزْكَانِ (٣)

أَبُو حَاتِمٍ: "اسْتَعْمَلَ خَالِدُ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ عَلَى ظَهْرِ الْجِيرَةِ (٤) رَجُلًا مِنْ رَبِيعَةَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّيْرُوزِ (٥) أَهْدَى الدَّهَاقِينُ وَالْعُمَّالُ جَامَاتِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَأَهْدَى هُوَ قَفَصًا مَمْلُوءًا بِضِبَابٍ وَأَبْيَاتِ شِعْرٍ وهي: (طويل)

جَبَى العَامَ عُمَّالُ الْعِرَاقِ وَجِبْوَتِي … مُحَلَّقَةُ الْأَذْنَابِ صُفْرُ الشَّوَاكِلِ

رَعِينَ الدَّبَا وَالْعُشْبَ حَتَّى كَأَنَّمَا … كَسَاهُنَّ سُلْطَانٌ ثِيَابَ الْمَرَاجِلِ

تَرَى كُلِّ ذَيَّالٍ إِذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ … سَمَا بَيْنَ عِرْسَيْهِ سُمُوَّ الْمُخَايِلِ


(١) أدب الكتاب: ١٩٦.
(٢) الاقتضاب: ٣/ ١٦٧.
(٣) أدب الكتاب: ١٩٧، وتمامه:
سِبَحْلٌ لَهُ نِزْكَانِ كَانَا فَضِيلَةً … كُلُّ حَافٍ فِي الْبِلَادِ وَنَاعِلِ
سيأتي تخريجه.
(٤) الجيرة: موضع بالحجاز في ديار كنانة وقيل على ساحل مكة؛ معجم البلدان: ٢/ ١٩٩؛ وفي أمالي الزجاجي: ١١٨؛ الجيرة ما يلي البرية.
(٥) النيروز وهو أول يوم من السنة، وهو فارسي معرب: ومعناه اليوم الجديد وهو للفرس عيد؛ ل (نرز).

<<  <  ج: ص:  >  >>