للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ع: هُوَ ابْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَاسْمُ أَبِيهِ يَسَارُ (١) مَوْلَى لِلْأَنْصَارِ، وَاسْمُ أُمِّهِ خَيْرَةٌ (٢) مَوْلَاةٌ لِأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ .

وَيُقَالُ: إِنَّ أُمَّ سَلَمَةَ كَانَتْ تُعَلِّلُهُ بِثَدْيِهَا إِذَا غَابَتْ أُمَّهُ، فَيَرَوْنَ أَنَّ بَرَكَتَهَا أَصَابَتْهُ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ لِسَنْتَيْنِ بَقِيتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ، وَمَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةً (٣).

قوله: "وَالْخَضْمُ بِالْفَمِ كُلِّهِ" (٤) إِلَى آخِرِ الْفَصْلِ.

ط: "وَقِيلَ: إِنَّ الْخَضْمَ أَكْلُ الرَّطب، وَإِنَّ الْقَضْمَ أَكْلُ الْيَابِس بِالْقَافِ، وَالرَّطْبَ بِالْخَاءِ، لِأَنَّ فِي الْقَافِ شِدَّةً، وَفِي الْخَاءِ رَخَاوَةً، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ مِنْ هَذَا النَّحْوِ مِمَّا حَاكَتْ فِيهِ الْعَرَبُ الْمَعَانِي بِالْأَلْفَاظِ (٥).

وَلَعَمْرِي أَنَّ الْعَرَبَ رُبَّمَا حَاكَتِ الْمَعْنَى بِالْلَّفْظِ الَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَنْهُ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِع، وَيُوجَدُ ذَلِكَ تَارَةً فِي صِيغَةِ الْكَلِمَةِ وَتَارَةً فِي إِعْرَابِهَا.

فَأَمَّا فِي الصِّيغَةِ فَنَحْرُ قَوْلِهِمْ لِلْعَظيم اللِّحْيَةِ: لِحْيَانِيٌّ، وَكَانَ الْقِيَاسُ لِحْيِيٌّ، وَالْعَظِيمِ الرَّقَبَةِ: رَقْبَانِيٌّ، وَالْقِيَاسُ رَقَبِيٌّ، وَلِلْعَظِيمِ الْجُمَّةِ: جُمَانِيٌّ، فَزَادُوا فِي الْأَلْفَاظِ عَلَى مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عَلَيْهِ كَمَا زَادَتِ الْمَعَانِي الْوَاقِعَةَ تَحْتَهَا عَلَى نَظَائِرِهَا.

وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: صَرَّ الْجُنْدُبُ إِذَا صَوَّتَ صَوْتًا لَا تَكْرِيرَ فِيهِ، فَإِذَا كَرَّرْتَ الصَّوْتَ قِيلَ: صَرْصَرَ. وَأَمَّا مُحَاكَاتُهُمُ الْمَعَانِي بِإِعْرَابِ الْكَلِمَةِ دُونَ صِيغَتِهَا


(١) يسار مولى الأنصار من أهل ميسان أبو الحسن البصري؛ انظر ترجمة الحسن البصري.
(٢) خيرة والدة الحسن البصري روت عن أم سلمة أحاديث، الإصابة: ٨/ ٢٤١ (في ترجمة أم سلمة).
(٣) الخبر ذكره أبو نعيم في حيلة الأولياء: ٢/ ١٤٧.
(٤) أدب الكتاب: ٢٠١.
(٥) انظر غريب الحديث لأبي عبيد: ٤/ ١٨٧؛ إصلاح المنطق: ٢٠٨؛ تصحيح الفصيح: ١/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>