للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَرْجَهَا" قد أغنى عنه (مِنْ دُبُر) فصار ذكره فضلًا لا يحتاج إليه، ومثله قول أبي العيال الهذلي: (مجزوء الوافر)

ذَكَرْتُ أَخِي فَعَاوَدَنِي صُدَاعُ الرَّأْسِ وَالْوَصَبُ" (١)

أو ذكر ألفاظ: القياس والسماع والتأويل مثل قوله: "وقد فرق قوم فقالوا: الميِّتُ المشدد: ما سيموت، والمَيْتُ المخفف: ما قد مات، وهذا أيضًا خطأ في القياس مخالف للسماع" (٢). وقد تأتي على شكل آراء يرجع فيها قولًا أو يدحضه، ومن أمثلة ذلك قوله: "والقول ما قال سيبويه" (٣). و"وتفسير ابن دريد عندي أصح" (٤). و"والذي قال أبو عبيدة هو الصحيح" (٥). و"وأما البيت الذي أنشده الأصمعي فلا حجة فيه" (٦). و"وهذا صحيح على ما يوجبه القياس" (٧). ومنها ما كان رأيًا في بعض الشعراء قال: و"قال أبو الطيب وإن لم يكن حجة في اللغة" (٨). و"كان الأصمعي يزعم أن ذا الرمة أخطأ، وكان مولعًا بالطعن على ذي الرمة" (٩). و"وكان الأصمعي لا يرى الطرماح حجة" (١٠).

والسمة العامة لآراء الجذامي النقدية أنها كانت تقييمية في أغلبها.

ولا ننفي عنه اتصافه بالحنكة في كونه يعرض جميع الآراء في القضية الواحدة ثم يرجح منها ما يراه صائبًا كقوله: "ذكر أبو جعفر النحاس أن "ألا" لا يضاف إلى الأسماء الظاهرة، ولا يضاف إلى الأسماء المضمرة


(١) الانتخاب: ٣٨٢.
(٢) الانتخاب: ١٠٣.
(٣) الانتخاب: ١٢.
(٤) الانتخاب: ٣٢.
(٥) الانتخاب: ٩١.
(٦) الانتخاب: ٩١.
(٧) الانتخاب: ٢٣٢.
(٨) الانتخاب: ١٧.
(٩) الانتخاب: ٥٦٧.
(١٠) الانتخاب: ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>