للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هجا بني أمية. فكتب هشام إلى خالد: أن اقطع يديه ورجليه واصلبه، فلما بلغ ذلك الكميت هرب من الحبس في زي امرأة، ومدح مسلمة بن عبد الملك، واستجار به وهجا خالدًا ويزيدًا ابنه" (١).

٥ - إن كتاب ابن قتيبة غني بالشواهد الشعرية، فقد استشهد بما لا يقل عن أربعمائة بيت شعري، لكنه لم ينسب الكثير منها إلى قائليها وهذا لا يعني أن المؤلِّف يجهل قائليها، فربما كان يجهل القليل منهم، لكنه جرى في أغلبها على عادة الكثير من أصحاب المؤلفات الذين حاولوا الإيجاز في ما يكتبونه، إذ الذي يعنيهم ليس القائل وإنما البيت الشاهد. وقد حاول الشارح أن ينسب بعض هذه الأبيات إلى قائليها أو يصحح نسبة البيت، وربما نسب الشارح البيت إلى شاعر آخر غير الذي ذكره المؤلِّف، والبيت مثبت في ديوانيهما. ومثيل ذلك شرحه للبيت الذي أنشد ابن قتيبة (٢): (وافر)

رَحَلْتُ إِلَيْكَ مِنْ جَنَفَاءَ حَتَّى … أَنَخَتُ فِنَاءَ بَيْتِكَ بِالمَطَالِي

يقول الشارح: "البيت لتميم بن مقبل. والمطالي جمع مطلاء: وهي مواضع مخصبة. . ." (٣).

وقوله: أنشد ابن قتيبة (٤): (وافر)

عَلَى قَرَمَاءَ عَالِيَةٍ شِوَاهُ … كَأَنَّ بَيَاضَ غُرَّتِهِ خمَارُ

يقول الشارح: "يروى للسليك، ويروى لبشر بن أبي خازم يصف فرسًا مات، فانتفخ وارتفعت قوائمه" (٥).

يقدم الجذامي شروحًا مركزة ومدققة للغريب، معتمدًا - أحيانًا كثيرة - على آراء علماء اللغة، كما يقدم المعنى المراد من الشعر. وتفسيره للمعنى قليل بالمقارنة مع تفسير الغريب، حيث يقدم الأوجه التي يحتملها البيت.


(١) الانتخاب: ١١٧.
(٢) أدب الكتَّاب: ٥٩١.
(٣) الانتخاب: ٥٦٤.
(٤) أدب الكتَّاب: ٥٩١.
(٥) الانتخاب: ٥٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>