فأبدلَها الشيخُ -رحمهُ الله- بقوله:«وباقي طُرقِ حديثِ زيدِ بن وَهْب يأتي في حديث [سلمةَ بن كُهَيل]» لأن عبارته أصوبُ من عبارة الورَّاق، كما قال.
في ص (١٣٧): حديث ابن عمر: «إذا أراد الله عزَّ وجلَّ أن يخلقَ النَّسمة قال مَلَكُ الأرحامِ معها ... ».
كذا ورد «معها» في المخطوطات الثلاث لـ «كتاب القدر» لابن وَهْب.
وفي الأصول الخطيَّة لـ «شفاء العليل» لابن القيم -حيث نَقَلَ هذا الحديثَ بإسناده ومتنه- وفي «تهذيب الكمال» للمِزِّيِّ حيث روى الحديثَ بإسناده من طريق «كتاب القدر» لابن وَهْبٍ. ونَبَّهَ المِزِّيُّ على أنها وقعَتْ هكذا في الرِّواية «معها».
فحذفها الشيخُ، ووضع مكانها «معرضاً» ولم يُشِرْ أدنى إشارة إلى هذا التصرُّف (١).
أما الزيادات فهي كثيرة، أُلْحِقَتْ من روايات الحديث الأُخرى تتميماً للفائدة. ولا ريب أنَّ ابنَ وَهْبٍ غيرُ مَعْنِيٍّ بها. وممَّا يدلُّ على أنها لم ترد في أصل الكتاب: أن من نقل عن «كتاب القدر» قديماً كابن القيِّم وغيره نقلوا أحاديثَه وروَوها دون تلك الزيادات.
أما تخريجُه؛ فهو دالٌّ على سَعةِ اطِّلاع الشيخ -رحمهُ الله- على
(١) وصنيعُ الشيخ هذا أوقعني في الخطأ نفسه في «شفاء العليل» ص (١٠١) فتابعته لثقتي البالغة به، إلا أنني نبَّهتُ في الحاشية على ما في الأصول.