وآدم -صلوات الله عليه وسلامه- أعرفُ بربِّهِ من أن يحتجَّ بقضائِه وقدره على معصيتِه، بل إنما لامَ موسى آدمَ على المُصيبة التي نالت الذُّرِّية بخروجهم من الجنَّة، ونزولهم إلى دار الابتلاء والمِحنة، بسبب خَطيئة أبيهم، فذَكَرَ الخَطيئةَ تنبيهاً على سببِ المُصيبة والمِحنة التي نالت الذُّرِّية، ولهذا قال له: أخرجتَنا ونفسَكَ من الجنَّة. وفي لفظٍ: خَيَّبتنا. فاحتجَّ آدمُ بالقَدَر على المُصيبة، وقال: إنَّ هذه المُصيبةَ التي نالت الذُّرِّية بسببِ خطيئتي؛ كانت مكتوبةً مقدَّرة قبل خَلْقي. والقَدرُ يُحتجُّ به في المَصائب دون المَعائب، أي: أتلومُني على مصيبةٍ قُدِّرت عليَّ وعليكم قبلَ خلقي بكذا وكذا سَنة؟ هذا جواب شيخِنا رحمه الله». «شفاء العليل» ص (٩٤). [[* النَّسَمَةُ: الإنسانُ والنَّفسُ والرُّوحُ. وكلُّ دابَّةٍ في جَوفها رُوحٌ فهي نسَمَةٌ. «لسان العرب» (نسم).]] (٢) كذا في (ظ) و (هـ)، ولم تُعجم بالأصل. (٣) في الأصل: «فرات»، والمثبت من (ظ) و (هـ). (٤) كذا في المخطوطات الثلاث. وجاء في «كتاب القدر» للفِريابي ومسند أبي يعلى: «في وجه كلِّ رَجُلٍ» وقد روياه من طريق ابن وهبٍ كما سيأتي. (٥) في الأصل: «وبيص»، والمثبت من (ظ) و (هـ). [[* الوَبيصُ: البَريقُ، وَبَصَ الشَّيءُ يَبِصُ وَبْصاً ووَبِيصاً وبِصَةً: بَرَقَ ولَمَعَ. «غريب الحديث» لأبي عبيد ٤/ ٣٣٣، و «اللسان» (وبص).]]