في هذه السنة قرئ الاعتقاد القادري في الديوان، أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قال: أخرج الإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين (أبو جعفر ابن القادر بالله) في سنة نيف وثلاثين وأربعمائة «الاعتقاد القادري» الذي ذكره (القادر)، فقرئ في الديوان
وحضر الزهاد والعلماء وممن حضر الشيخ (أبو الحسن علي بن عمر القزويني) فكتب خطه تحته قبل أن يكتب الفقهاء، وكتب الفقهاء خطوطهم فيه: أن هذا اعتقاد المسلمين ومن خالفه فقد فسق وكفر .... اهـ
• وقال أيضا في (٩/ ٧١) في حوادث ٤٦٠ هـ:
قرأت بخط أبي علي بن البناء قال: اجتمع الأصحاب وجماعة الفقهاء وأعيان أصحاب الحديث في يوم السبت النصف من جمادى الأولى من سنة ستين بالديوان العزيز، وسألوا إخراج «الاعتقاد القادري»، وقراءته، فأجيبوا، وقرئ هناك بمحضر من الجمع، وكان السبب أن (ابن الوليد المعتزلي) عزم على التدريس، وحرضه على ذلك جماعة من أهل مذهبه، وقالوا قد مات «الأجل ابن يوسف» وما بقي من ينصرهم، فعبر الشريف (أبو جعفر) إلى جامع المنصور، وفرح أهل السنة بذلك، وكان (أبو مسلم الليثي البخاري) المحدث معه كتاب «التوحيد لابن خزيمة» فقرأه على الجماعة، وكان الاجتماع يوم السبت في الديوان لقراءة «الاعتقاد القادري» و «القائمي»
وفيه قال السلطان: وعلى الرافضة لعنة الله وكلهم كفار، قال: ومن لا يكفرهم فهو كافر، ونهض (ابن فورك) قائما فلعن المبتدعة، وقال: لا اعتقاد لنا إلا ما اشتمل عليه، فشكرته الجماعة على ذلك، وكان الشريف (أبو جعفر) و (الزاهد أبو طاهر الصحراوي) وقد سألا أن يسلم إليهم «الاعتقاد»، فقال لهما الوزير (ابن جهير): ليس هاهنا نسخة غير هذه، ونحن نكتب لكم نسخة لنقرأ في المجالس، فقال: هكذا فعلنا في أيام (القادر)، قرئ في المساجد و الجوامع، وقال: هكذا تفعلون فليس اعتقاد غير هذا، وانصرفوا شاكرين.