سنة وما في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. قال مصعب الزبيري: هو صاحب الفتوى بالمدينة كان يجلس إليه وجوه الناس. وبه تفقه مالك. وقال بن الماجشون: ما رأيت أحدا أحفظ لسنة من ربيعة. قال عبيد الله بن عمر: ربيعة هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا. قال مالك: لما مات القاسم وسالم أفضى الأمر إلى ربيعة. ولما قدم السفاح أمر له بمال فلم يقبله. قال سفيان بن عيينة: سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومِنَ الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق. مات ربيعة سنة ست وثلاثين ومائة.
وفي عصر هذه الطبقة تحولت دولة الإسلام من بني أمية إلى بني العباس في عام اثنتين وثلاثين ومائة، فجرى بسبب ذلك التحول سيول من الدماء وذهب تحت السيف عالم لا يحصيهم إلا الله بخراسان والعراق والجزيرة والشام وفعلت العساكر الخراسانية الذين هم المسودة كل قبيح فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومات محارب بن دثار القاضي, وإياس بن معاوية بن قرة المزني القاضي, وعاصم بن عمر بن قتادة, وعبد الله بن كثير أبو معبد الدارمي مقرئ الحرم, وعلقمة بن مرثد الكوفي الفقيه, وقيس بن مسلم الجدلي, ومحمد بن يحيى بن حبان المازني, وربيعة بن يزيد القصير من علماء الشام, ومحمد بن واسع الزاهد, ومالك بن دينار كاتب المصاحف, والقاسم بن أبي بزة المكي, وأبو بشر جعفر بن إياس الكوفي, وزياد بن علاقة أسند من لقيه ابن عيينة, وجبلة بن سحيم, وإبراهيم بن محمد بن المنتشر الكوفي, وإبراهيم بن ميسرة الطائفي, وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة, وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي المفسر, وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر, والأسود بن قيس الكوفي, وأشعث بن أبي الشعثاء المحاربي, وإياد بن لقيط السدوسي, وأبو عمرو بن العلاء المازني مقرئ البصرة, وعاصم بن أبي النجود الأسدي مقرئ الكوفة, وأبو رويم نافع بن أبي نعيم مقرئ المدينة, وحمزة بن حبيب الزيات مقرئ الكوفة, ويحيى بن الحارث الذماري مقرئ دمشق, ودراج أبو السمح واعظ مصر, وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة, وأبو عمران الجوني محدث البصرة, وأبو حصين عثمان بن عاصم الكوفي, وبكير بن عبد الله بن الأشج المدني الفقيه, وأبو جمرة الضبعي نصر بن عمران البصري, وأبو التياح يزيد بن حميد عالم البصرة, وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن, وعبد الله بن أبي نجيح المفسر, وعبد الله بن طاوس اليماني, وأيوب بن موسى الفقيه,
وفي هذا الزمان ظهر بالبصرة:
عمرو بن عبيد العابد, وواصل بن عطاء الغزال, ودعوا الناس إلى الاعتزال والقول