الطبقة التاسعة عشرة: وعدتهم اثنا عشر رجلًا, رحمهم الله تعالى
١١٤٨- ١/١٩- السيف الإمام الحافظ الأوحد البارع الصالح سيف الدين أبو العباس أحمد بن المجد عيسى ابن الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالح الحنبلي: مولده سنة خمس وستمائة، سمع من جده الكثير ومن أبى اليمن الكندي وأبي القاسم بن الحرستاني وأبي البركات الملاعي وأحمد بن عبد الله العطار وطبقتهم، وببغداد من الفتح بن عبد السلام وعلي بن نورندان وأبي علي الجواليقي وأصحاب ابن ناصر وأبي الوقت وكتب العالي والنازل.
وجمع وصنف وكان ثقة حافظًا ذكيًّا متيقظًا مليح الخط عارفًا بهذا الشأن عاملا بالأثر صاحب عبادة وإنابة وكان تام المروءة أمَّارًا بالمعروف قوالًا بالحق ولو طال عمر لساد أهل زمانه علمًا وعملًا, فرحمه الله ورضي عنه. عاش ثمانيًا وثلاثين سنة ومحاسنه جمة.
أخبرنا أحمد بن محمد المؤدب أنا أحمد بن عيسى الحافظ ثنا محمد بن أبي المعالي بن عبدون الصوفي بدمشق وغيره قالوا: أنا أبو بكر الزاغوني أنا أبو القاسم بن البسري ثنا المخلص أبو طاهر ثنا البغوي ثنا أبو نصر التمار والعيش قالا: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم:"حفت الجنة بالمكاره, وحفت النار بالشهوات".
هذا حديث صحيح غريب أخرجه مسلم عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن حماد ويرويه أيضًا حماد عن خاله حميد الطويل، وهو ثبت في حميد وثابت. ألف السيف -رحمه الله تعالى- مجلدًا كبيرًا في الرد على الحافظ محمد بن طاهر المقدسي لإباحته للسماع وفي أماكن من كتاب ابن طاهر في صفوة أهل التصوف، وقد اختصرت هذا الكتاب على مقدار الربع، وانتفعت كثيرًا بتعاليق الحافظ سيف الدين.
١١٤٩- ٢/١٩- خالد بن يوسف بن سعد بن حسن بن مفرج الإمام المفيد المحدث الحافظ زين الدين أبو البقاء النابلسي ثم الدمشقي: مولده سنة خمس وثمانين وخمسمائة