بنابلس، ونشأ بدمشق فسمع من أبي محمد القاسم ابن عساكر ومحمد بن الخصيب وحنبل الرصافي وعمر بن طبرزذ وطائفة, وببغداد من أبي محمد بن الأخضر والحسين بن سنيف وعبد العزيز بن منينا وطبقتهم، وكتب ورحل وحصل أصولًا نفيسة ونظر في اللغة وكان ذا إتقان وفهم ومعرفة وعلم وكان ثقة متثبتًا ذا نوادر ومزاح وكان يحفظ جملة كثيرة من الغريب وأسماء الرجال وكناهم وله صورة كبيرة, ينطوي على صدق وزهد وأمانة، ولي مشيخة الحديث بأماكن، وكان أسمر ربعة وبه عرج.
حدث عنه الشيخ تاج الدين وأخوه الخطيب شرف الدين والشيخ محيي الدين النووي والشيخ تقي الدين القشيري وأبو عبد الله الملقن والبرهان الذهبي والكمال ابن النحاس وصالح بن عربشاه ومحيي الدين يحيى بن المقدسي وآخرون.
توفي في سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة.
وفيها توفي المحدث الإمام معين الدين إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز القرشي الدمشقي عن ستين سنة، والشيخ نظام الدين عبد الله بن يحيى بن الفضل بن الحسين بن البانياسي عن بضع وثمانين سنة، والشيخ أبو عمر عبد الرحمن بن أحمد بن ناصر بن طعان الدمشقي الطريفي الصفار، ونجيب الدين أبو العشائر فراس بن علي بن زيد الكناني العسقلاني ثم الدمشقي عن ثمانين سنة، وقاضي القضاة بدر الدين يوسف بن حسن بن علي السنجاري الشافعي بمصر عن خمس وثمانين سنة، والشيخ أبو القاسم الحواري الزاهد شيخ بلاد السواد.
أخبرنا محمد بن سلامة المقرئ وإبراهيم بن نمر القرشي قالا: ثنا خالد بن يوسف الحافظ أنا القاسم بن علي سنة تسع وتسعين "ح" وأنبأني المسلم بن محمد وغيره قالوا: ثنا القاسم أنا أبو الدر ياقوت الرومي أنا عبد الله بن محمد الخطيب ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن محمد ثنا طالوت بن عباد أنا فضال بن جبير, سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:"اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف؛ غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم, واحفظوا فروجكم". فضال ضعفه أبو حاتم.
١١٥٠- ٣/١٩- ابن مسدي الحافظ العلامة الرحال, أبو بكر محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن مسدي الأزدي المهلبي الأندلسي الغرناطي: أحد من عني بهذا الشأن, كتب عن خلق بالأندلس في سنة نيف وعشر، وارتحل بعد العشرين ولحق بحلب أبا محمد بن علوان الأستاذ، وبدمشق أبا القاسم بن صصرى، وبمصر الفخر الفارسي،