الزهري ويحيى بن بكير وإبراهيم بن المنذر الحزامي وزهير بن عباد وصفوان بن صالح ويحيى بن عبد الحميد الحماني وابن نمير وابن أبي شيبة، وطوف الشرق والغرب وشيوخه مائتنان وثمانون ونيف. روى عنه ابنه أحمد وأحمد بن عبد الله الأموي وأسلم بن عبد العزيز ومحمد بن عمر بن لبابة والحسن بن سعيد وعبد الله بن يونس القيري وآخرون. وكان إماما علما قدوة مجتهدا لا يقلد أحدا ثقة حجة صالحا عابدا متهجدا أواها عديم النظير في زمانه، ذكره أحمد بن أبي خيثمة فقال: ما كنا نسميه إلا المكنسة، وهل يحتاج بلد فيه بقي أن يأتي منه إلينا أحد؟
قال أبو الوليد الفرضي: ملأ بقي الأندلس حديثا. وقال أبو عبد الملك القرطبي في تاريخه: كان بقي طوالا أقنى ذا لحية مضبرا، وكان متواضعا ملازما لحضور الجنائز، وكان يقول: إني لأعرف رجلا كانت تمضي عليه الأيام في وقت طلبه ليس له عيش إلا ورق الكرنب وعن بقي قال: لما رجعت من العراق أجلسني يحيى بن بكير إلى جنبه وسمع مني سبعة أحاديث. وقد تعصبوا على بقي لإظهاره مذهب أهل الأثر فدفعهم عنه أمير الأندلس محمد بن عبد الرحمن المرواني واستنسخ كتبه وقال لبقي: انشر علمك. وعن بقي قال: لقد غرست للمسلمين غرسا بالأندلس لا يقلع إلا بخروج الدجال. قال ابن حزم: كان بقي ذا خاصة من أحمد بن حنبل وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي. وعن بقي قال: كل من رحلت إليه فماشيا على قدمي. وذكر عن بقي خير ونسك وإيثار حتى بثوبه، وكان مجاب الدعوة، وقيل إنه كان يختم القرآن كل ليلة في ثلاث عشرة ركعة ويسرد الصوم وحضر سبعين غزوة. مات في جمادى الآخرة سنة ست وسبعين ومائتين.
وفيها توفي العلامة أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتبية الدينوري صاحب التصانيف، ومحدث مكة محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، ومحدث دمشق يزيد بن محمد بن عبد الصمد أبو محمد الدمشقي، والمسند أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد الرياحي.
أخبرنا محمد بن عطاء الله بالثغر أنا عبد الرحمن ابن مكي سنة ست وأربعين وستمائة عن خلف بن عبد الملك الحافظ أنا أبو محمد بن عتاب أنا أبو عمر النمري أنا محمد بن عبد الملك نا عبد الله بن يونس نا بقي بن مخلد نا هانئ بن المتوكل عن معاوية بن صالح عن رجل عن مجاهد عن علي بن أبي طالب أنه قال: لو أني أنسى ذكر الله ما تقربت إلى الله إلا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"قال جبريل يا محمد إن الله يقول: "من صلى عليك عشر مرات استوجب الأمان من سخطي".