بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال: روى الزهري عن عروة أنه قال: حفيت أظافير رجل من كثرة ما كان يتسلق، الحديث.
قلت: هذه حكاية مكذوبة قبح الله من افتراها. قال ابن عدي: لولا أنا شرطنا أن كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت ابن أبي داود, وقد تكلم فيه أبوه وإبراهيم بن أورمة, ونسب في الابتداء إلى شيء من المنصب ونفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط ثم رده علي بن عيسى فحدث وأظهر فضائل علي ثم تحنبل فصار شيخا فيهم وهو مقبول عند أصحاب الحديث وأما كلام أبيه فيه فلا أدري إيش تبين له منه وسمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء. وسمعت علي بن عبد الله الداهري سمعت محمد بن أحمد بن عمرو سمعت علي بن الحسين بن الجنيد سمعت أبا داود يقول: ابني عبد الله كذاب ثم قال ابن عدي: وكان بن صاعد يقول: كفانا أبوه بما قال فيه وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند ابن جرير فقال رجل: ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي؛ فقال: تكبيره من حارس.
قلت: لا ينبغي سماع قول ابن صاعد فيه كما لم نعتد بتكذيبه لابن صاعد وكذا لا يسمع قول ابن جرير فيه فإن هؤلاء بينهم عداوة بينة فقف في كلام الأقران بعضهم في بعض وأما قول أبيه فيه فالظاهر أنه إن صح عنه فقد عني أنه كذاب في كلامه لا في الحديث النبوي وكأنه قال هذا وعبد الله شاب طري ثم كبر وساد قال محمد بن عبيد الله بن الشخير: كان ابن أبي داود زاهدا ناسكا صلى عليه يوم مات نحو من ثلاثمائة ألف إنسان أو أكثر، ومات في ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة وخلف ثلاثة بنين عبد الأعلى ومحمدا وأبا معمر عبيد الله وخمس بنات وله سبع وثمانون سنة وصُلي عليه ثمانين مرة.
وفيها أعني سنة موته مات شيخ مصر أبو الحسن بيان بن محمد الحمال الزاهد, وأبو بكر محمد بن خريم العقلي الدمشقي, وشيخ النحو أبو بكر محمد بن السري بن السراج صاحب المبرد, وأبو عبد الله أحمد بن هشام بن عمار الدمشقي.
أخبرنا أبو المعالي القرافي أنا أبو الفرج الكاتب أنا هبة الله الحاسب أنا أحمد بن محمد البزاز نا عيسى بن علي قال قرئ على عبد الله بن سليمان وأنا أسمع سنة أربع عشرة وثلاثمائة قيل له حدثكم أحمد بن صالح نا ابن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه سمعت يونس بن يوسف عن سعيد بن المسيب قال قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة".