للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والمحجوم وادعى أنه المذهب لصحة الحديث، وهذا لا يتجه؛ لأن الشافعي لم يضعف الخبر وإنما ادعى نسخه.

قال الحاكم: صنف أبو الوليد المستخرج على صحيح مسلم وصنف أحكامًا على مذهب الشافعي. قال أبو سعيد الأديب سألت الثقفي قلت: من نسأل بعدك؟ قال: أبا الوليد. قال الحاكم سمعت أبا الوليد يقول: قال أبي: أي كتاب تجمع؟ قلت: أخرج على كتاب البخاري؛ قال: عليك بكتاب مسلم فإنه أكثر بركة فإن البخاري كان ينسب إلى اللفظ. قال ابن الذهبي: ومسلم أيضًا منسوب إلى اللفظ والمسألة مشكلة.

وكان أبو الوليد هذا من كبار الأئمة ولما مات رثاه أبو طاهر بن محمش الزيادي بقصيدة ستين بيتًا. قال الحاكم: أرانا الأستاذ أبو الوليد نقش خاتمه: الله ثقة حسان بن محمد, وقال: أرانا عبد الملك بن محمد بن عدي نقش خاتمه: الله ثقة عبد الملك بن محمد, وقال: أرانا الربيع بن سليمان نقش خاتمه: الله ثقة الربيع بن سليمان، وقال: كان نقش خاتم الشافعي: الله ثقة محمد بن إدريس.

مات أبو الوليد في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاثمائة عن اثنتين وسبعين سنة.

وفيها مات أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي العطشي، وأبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي الصابوني، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان المخزومي الدمشقي، وأبو الطاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار عرف بابن علم وأبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي.

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعد أنبأتنا عائشة بنت أحمد أنا الحسن بن علي البشتي نا يحيى بن إبراهيم المزكي نا الزاهد إمام عصره أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه نا أبو عبد الله البوشنجي نا يحيى بن بكير

حدثني الليث عن ابن الهاد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يدعو في صلاته: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم". فقيل له: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؛ قال: "إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف" ١.


١ رواه البخاري في الأذان باب ١٤٩. ومسلم في المساجد حديث ١٢٩. وأبو داود في الصلاة باب ١٤٩. والنسائي في السهو باب ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>