كان بقية الشيوخ سمع الكثير وكان يفهم، مضى مستورًا وكان ثقة ولم يتزوج قط. وقال بن الجوزي: كنت أقرأ عليه وهو يبكي فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته وكان على طريقة السلف انتفعت به ما لم أنتفع بغيره. وقال أبو موسى في معجمه: هو حافظ عصره ببغداد، مات في حادي عشر المحرم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
قلت: وفيها مات ببغداد المسند أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن الصفار عن ست وثمانين سنة، ومسند أصبهان أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد الأصبهاني التاجر، والمسند أبو الحسن محمد بن أحمد بن أحمد بن صرما الدقاق البغدادي بن عمة الحافظ بن ناصر، ومقرئ بغداد الخطيب أبو بكر محمد بن الخضر بن إبراهيم المحولي، وأبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر بن الشهرزوري الموصلي، وشيخ العربية والاعتزال أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري بخوارزم.
أخبرنا أبو الحسن بن البخاري في كتابه أنا عمر بن محمد أنا الحافظ عبد الوهاب أنا عبد الله بن محمد الخطيب أنا أبو القاسم عبيد الله بن حباية أنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا يزيد بن إبراهيم التستري ثنا محمد بن سيرين أن أم عطية قالت: توفيت إحدى بنات رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فأمرنا أن نغسلها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن وأن نجعل في الغسلة الآخرة شيئًا من سدر وكافور. هذا حديث من عوالي الصحاح أخرجه النسائي بنزول عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه عن جده عن يحيى بن أيوب عن مالك بن أنس عن أيوب السختياني عن بن سيرين، فكأن شيخنا سمعه من النسائي وصافحه به.
١٠٧٧- ٤٥/١٥- أبو سعد بن البغدادي الحافظ الإمام المحدث أحمد بن محمد بن الحسن بن علي الأصبهاني: ولد سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وسمع أبا القاسم وأبا عمرو ابني أبي عبد الله بن منده وحمد بن ولكيز ومحمد بن أحمد بن ماجه الأبهري ومحمد بن أحمد بن أسد وأبا منصور بن شكرويه وطبقتهم، ورحل إلى بغداد وهو بن ست عشرة سنة مسارعًا لإدراك أبي نصر الزينبي فتلقاه نعيه فبكى وصاح ولطم على رأسه وقال: من أين لي علي بن الجعد عن شعبة؟ ثم سمع من عاصم بن الحسن ومالك البانياسي والموجودين وقد سمع من محمود بن جعفر الكوسج عن جده الحسن بن علي البغدادي، وأكبر شيخ له الشيخ عبد الجبار بن عبد الله بن برزة الواعظ حدث عنه بن ناصر والسلفي وأبو موسى